يعقوب ميخائيل
لا يمكن أن نشغل أنفسنا بشيء أصبح من الماضي، ولا يمكن أن نبقى (نعيش) على أوهام لن نجني منها سوى المزيد من الخسائر أو النتائج السلبيّة لا سمح الله، فالأجدر أن نبحث عن حلول إزاء ما حصل لمنتخبنا كي لا نكرّر نفس الأخطاء مرّة أخرى !
موضوع منتخبي كوريا الجنوبيّة والأردن لا بدَّ من طيّ صفحتهما، ولكن الأهم قبل الحديث عن مباريات (المُلحق) لا بدَّ أن نستبق الأحداث إزاء ما يتم تداوله هذه الأيّام عن مكان إقامة مبارياته.
المتداول إعلاميًّا وبشكل “غير رسمي” إن دولتي قطر والسعودية ستضيّفان مباريات مجموعتي “المُلحق الآسيوي” خلال تشرين الأوّل المقبل في ضوء إمكاناتهما من ناحية البُنى التحتيّة بالمقارنة مع دول (المُلحق) الأخرى.
ومع إن الموضوع أو بالأحرى منح الأفضليّة لقطر والسعودية بسبب النقطة سالفة الذكر تحديدًا وهُما يستحقان ذلك وسبق لهما أن ضيّفا بطولات رفيعة في ضوء وفرة الملاعب الجاهزة، ولا اعتراض على ذلك شريطة أن يقترن إقرار الاتحاد الآسيوي المُرتقب إقامة المنافسة بين منتخبات كُلّ مجموعة بنوع من الانصاف والحياديّة.
فلا يمكن أن تُمنح أي دولة تتنافس في المُلحق أحقيّة تضييف مباريات مجموعتيها لأن مثل هذا القرار إنما يعني غياب الشفافيّة والانصاف، بل الانحياز بكُلّ وضوح لمنتخب الدولة المضيّفة! وهو الشيء الذي لا يمكن القبول به اطلاقاً، بل يجب أن يكون هناك موقفٍ موحّدٍ من قبل المنتخبات الأربعة الأخرى التي تنافس منتخبي قطر والسعودية.
القرار المنصف والمقبول الذي يُعبّر عن نزاهة وشفافيّة الاتحاد الآسيوي يكمن بإقامة مباريات مجموعة المنتخب السعودي في قطر، ومباريات مجموعة المنتخب القطري في السعوديّة، كي تُمنح جميع المنتخبات المتنافسة معهما ذات الفرصة التي يتوجّب أن تكون حاضرة بين كُلّ المنتخبات المتنافسة لأجل التأهّل إلى كأس العالم، لأن عاملي الأرض والجمهور لهما تأثيرهما الواضح والكبير، ولا يمكن أن يمنح الاتحاد الآسيوي أفضليّة من خلالهما لمنتخبي قطر والسعودية دون المنتخبات الأخرى!
لا نريد التشكيك أو الدخول في دهاليز ما يُحاك خلف الكواليس، ولكن إذا كان أوّل المعترضين على مثل هذا الإجراء هو الاتحاد الإندونيسي الذي نرفع له القبعة، وتبعه الاتحاد العراقي، وربّما، بل حتمًا سيكون للاتحاد الإماراتي ذات الموقف ومعه اتحاد المنتخب الرابع الذي يتأهّل إلى “الملحق” فإننا نطالب بأن يكون موقف هذه الاتحادات (العراق وإندونيسيا والإمارات والمنتخب الرابع المتأهّل) حازمًا سواء مع الاتحاد الآسيوي أو حتى الاتحاد الدولي الذي يتوجّب عليه التدخل في حالة إصرار الاتحاد الآسيوي على تنفيذ ما يدور في “خلده”! من أجل انصاف جميع منتخبات (المُلحق) ومنحهم فرص متساوية في التنافس دون منح الأفضليّة لهذا المنتخب أو ذاك بتدابير غير منصفة وبعيدًا عن الشفافيّة!
السطر الأخير.. سننتظر قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على هامش قرعة المُلحق في تموز القادم، وفي ضوئه ستتضح مصداقيّته إزاء انصاف المنتخبات التي تحتمي تحت لوائهِ، بعدها سيكون لكُلّ حادث حديث حتمًا!