الفنان الرائد د.عزيز جبر يوسف: “المؤلف المسرحي هو حجر الأساس… ولا مسرح حيّ بدونه”

هيئة التحرير25 مايو 2025آخر تحديث :
الفنان الرائد د.عزيز جبر يوسف: “المؤلف المسرحي هو حجر الأساس… ولا مسرح حيّ بدونه”

 

في لقاء خاص من إقامته في ألمانيا، تحدث الفنان الرائد *الدكتور عزيز جبر يوسف* عن أهمية الكاتب المسرحي، ودوره في نهضة المسرح العراقي، فضلاً عن تحولات النص المسرحي بين الماضي والحاضر.

*■ دكتور عزيز، كيف ترون مكانة المؤلف المسرحي اليوم؟*
المؤلف المسرحي هو “البذرة الأولى” في العمل المسرحي. للأسف، في السنوات الأخيرة تم تهميشه لصالح الإخراج أو الأداء، ولكن لا يمكن لمسرح أن ينهض من دون نص قوي، فيه عمق فكري، وصدق إنساني، وحس درامي يواكب الواقع.

*■ هل تطوّرت وظيفة الكاتب المسرحي؟*
بالتأكيد، لم يعد الكاتب محصوراً في الأشكال الكلاسيكية، بل ظهر المسرح التسجيلي، المونودراما، والنصوص المفتوحة. التحدي الحقيقي هو أن يكتب الكاتب بوعي معاصر دون أن يتخلى عن مسؤولياته تجاه مجتمعه.

*■ من هم أبرز مؤلفي المسرح العراقي عبر التاريخ؟*
الكبار كثيرون، منهم:
– يوسف العاني: مزج الهم الشعبي بالطرح السياسي ببراعة.
– عادل كاظم: نصوص فلسفية عميقة مثل “تموز يقرع الناقوس”.
– قاسم محمد: قدّم المسرح الشعري بصيغته الخاصةوحكايات من التاريخ العربي.
– طه سالم : مزج الواقعية بالأسطورة.

ومن الجيل الحديث:
حامد المالكي، علي عبد النبي الزيدي، عباس الحربي، ومثال غازي ،ومقداد مسلم وكتّاب شباب يمتلكون جرأة وتجريباً يستحقون الدعم.
ولا ننسى الراحل سعد هدابي، الذي كان صوته نقيًا ومتفردًا، لكن فقدانه المبكر حرم المسرح من تجربة ناضجة.

 

*■ كيف نعزز موقع المؤلف المسرحي؟*

تعزيز مكانة المؤلف يبدأ بالاعتراف به كعنصر تأسيسي لا يقل أهمية عن المخرج والممثل، ويشمل ذلك:
1. إدماج المؤلف في مرحلة الإعداد الإنتاجي.
2. تشجيع ورش الكتابة المسرحية وتوفير حاضنات الدعم.
3. نشر النصوص بشكل دوري لتحويلها إلى مرجعية ثقافية.
4. منح الجوائز والتكريمات للمؤلفين.
5. إشراك المؤلف في النقاش النقدي حول العمل المسرحي.

*■ هل هناك تحديد لتوجهات المؤلف المسرحي؟*
لا يجب أن يُحدد المؤلف بتوجه أيديولوجي معين، لكنه يجب أن يكون واعياً بقضاياه المجتمعية، مبدعًا نقديًا يقدم أسئلة لا شعارات، ويجمع بين التجريب الفني والالتزام المعرفي.

*■ ما مواصفات الكاتب الذي يبحث عنه المخرج أو الممثل؟*
1. الكاتب الذي يمنح الشخصية عمقاً إنسانياً لا مجرد حوار.
2. الذي يترك مساحة للتأويل والابتكار.
3. الذي يفهم تكوين الخشبة البصري والزمني.
4. الذي يكتب بلغة حية وحوار ذكي.
5. الأهم، الذي يمتلك رؤية واضحة وليس مجرد قصة.
شكرا لسعة صدرك استاذنا الفاضل..
شكرا لمحبتكم

*هل هناك تعارض بين كتاب المسرح الإغريقي وكتاب اليوم؟*

الجواب: *ليس تعارضًا بقدر ما هو اختلاف في الرؤية والوظيفة*.

– *الكتابة المسرحية الإغريقية* كانت جزءاً من طقس ديني/اجتماعي، تُعلي من شأن القدر والمصير، وتخضع للبنية الثلاثية: *الحدث – المصير – التطهير (التطهير الأرسطي)*.
– أما *كاتب اليوم*، فغالباً ما يتخذ موقفاً نقدياً من الواقع، ويكتب من موقع الشك لا الإيمان، ومن زاوية الإنسان لا الآلهة.

الاختلاف يكمن في:
– طبيعة الصراع (القدر الإلهي مقابل الصراع الاجتماعي أو الذاتي).
– بنية النص (تقليدية صارمة مقابل أشكال مفتوحة أو تجريبية).
– وظيفة المسرح (طقسية وجماعية مقابل فردية وتحريضية أحياناً)

*كيف نحدد مداخل ومخارج التطور في عصرنا؟*

1. *التحول في طبيعة الجمهور*: الجمهور لم يعد جماعة واحدة موحدة، بل فرد متشظٍ، وهذا فرض على الكاتب تغيير اللغة والبنية والطرح.

2. *صعود التقنيات الرقمية*: الكاتب المعاصر يكتب بعين تأخذ بعين الاعتبار *الضوء، الشاشة، المؤثرات*، وهو ما لم يكن موجوداً في المسرح القديم.

3. *التحرر من النموذج الواحد*: لم تعد هناك “مدرسة وحيدة” في الكتابة المسرحية، بل تداخل بين النص المفتوح، الأداء الارتجالي، والمسرح الوثائقي.

4. *تحوّل الوظيفة من التلقين إلى التحفيز*: الكاتب اليوم لا يملك “رسالة جاهزة”، بل يُحفّز الجمهور على التفكير، وغالباً ما يترك النهاية مفتوحة.

الخلاصة:
: لا تعارض جوهري، بل انتقال من *المطلق إلى النسبي*، ومن *الثبات إلى الحركة*. المهم أن *الكاتب المسرحي اليوم بحاجة إلى وعي تاريخي وجمالي*، ليُنتج نصاً يواكب التحولات دون أن ينسلخ عن جذور المسرح بوصفه مرآة الإنسان والمجتمع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق