وجهة نظر، ،ضربة صنج، ،

هيئة التحرير13 يوليو 2025آخر تحديث :
وجهة نظر، ،ضربة صنج، ،
وجهة نظر، ،ضربة صنج، ،

قبل ايام دعاني احد الشباب في محافظاتنا العزيزة وبالصدفة لمشاهدة عرض مسرحي يسمونه ((حسيني)) وثارت في خاطري هذه الالتماعات ،، بين النص والإخراج… مَن يمتلك وجهة النظر؟

في كل عرض مسرحي، يتواجه كيانان فاعلان: المؤلف والمخرج. الأول يخلق العالم، يضع القواعد، يحرّك الشخوص؛ والثاني يُعيد تفسير ذلك العالم، يفكك القواعد، ويقدّم الشخوص كما يراها هو. هنا تبدأ الأسئلة الكبيرة: مَن له الكلمة العليا؟ من يُحدّد “وجهة النظر” التي سيتلقاها الجمهور؟خرجتُ من العرض المسرحي ، سألني أحد الأصدقاء: ما رأيك؟ قلت له: “العرض المسرحي هو بنية تُنتج خطاباً، وليس مجرد سرد بصري.

إنه اختبار للأفكار تحت ضوء اللحظة.” قال لي: “لم أفهم!” قلت له: “لأننا لا نزال نقرأ العرض من السطح، لا من الباطن.”حين يقدم المخرج عرضاً يُناقض فيه روح النص، لا يُجري عليه تأويلاً إبداعياً، بل يمزّقه، عندها يفقد الجمهور الرابط بين الفكرة وتجسيدها.

نكون أمام مشهدين: مؤلف يصرخ من بين السطور، ومخرج يصرخ على الخشبة… لكن بلُغة لا تمت للأصل بصلة.الخلل ليس في اختلاف وجهتي النظر، بل في غياب التكامل. الإخراج الجيد لا يُخالف النص، بل يُنضجه، يُضيء عتماته، يُضيف إليه ما لا يقوله بالحرف، بل يلمّح له بالصورة.المعضلة تبدأ عندما يرى المخرج نفسه “فاتحاً” لا مفسراً، فيغيّب روح المؤلف لصالح رؤيته الخاصة دون مبرر فني واضح. وعندها، تُصاب التجربة المسرحية بالإحباط.ليس المطلوب إذابة شخصية المؤلف في رؤية المخرج، ولا تقييد المخرج بالنص كأنه سجين.

المطلوب فقط احترام “الخطاب الفني” الذي يجمع بين النص والإخراج كجناحين لا يطير العرض بدونهما. فمتى نتعلم أن المسرح هو شراكة جمالية لا معركة سلطات؟تمنيت لمهرجان ينابيع الشهادة القادم النجاح والتميز..د.عزيز جبر الساعدي

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق