كربلاء… بين السلة والذلة

هيئة التحرير15 أغسطس 2025آخر تحديث :
كربلاء… بين السلة والذلة

الشيخ الدكتور ياسر الحميداوي

لماذا هذا الرعب؟! فلينات على شكل صاروخ دخلت إلى الصحن الحسيني الشريف فأقامت الدنيا ولم تُقعدها!

لماذا هذا الاضطراب وكأننا ارتكبنا جرماً عظيماً؟ أليس الإمام الحسين عليه السلام قد قالها بصوت الحق الخالد:

“ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة”

ألم يقل القرآن الكريم:

﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾

أم أن هذه الآية تسقط عند الشيعة فقط؟ الغرب يُدخل السلاح الفعلي ولا أحد يعترض، والأكراد يتسلحون دون أن تُرفع أصوات الاستنكار. أما حين يستعرض موكب حسيني بصاروخ من فلين، تنهال المنشورات، وتعلو الاعتراضات، وكأن الحسين عليه السلام مات على الفراش، لا في ساحات القتال!

أيها الإخوة… الحسين قبلة الأحرار، وملهم الثوار، ومنهج السائرين في سبيل الله. كربلاء ليست مسرحاً للعزاء وحده، بل ميدان حرب، ومحراب تزكية، ومدرسة مواجهة. لماذا تريدون أن تفرغوا كربلاء من محتواها البطولي، لتجعلوها طقوساً تنتهي بانتهاء يوم الزيارة؟

هذه الحركة الاستعراضية البسيطة، بصاروخ من فلين، علقت في أذهان الناس؛ بين محبّ يجهل عمق معنى الحسين عليه السلام، وبين حاقد يعرف تماماً خطورة تذكير الأمة بجذوة الثورة. أما أهل هذه الراية، فهم ثابتون عليها ما دام فيهم نفس.

والله لو كان الحسين عليه السلام بيننا اليوم، لوقف مع كل خطوة تذكّر الأمة أن الدم الحسيني ما زال يغلي في العروق. الحسين ما قَبِل يوماً بالذلة، ولا علّمنا أن نطأطئ الرأس للطغاة.

كربلاء ما هي ساحة عزاء فقط… كربلاء مدرسة مواجهة، ومنبر للحق، وراية ما تنكس إلا بظهور الحق على الباطل.

خلّوا كربلاء حيّة… خلّوا الحسين حيّ في مواقفكم، في شجاعتكم، في رفضكم للظلم. ولا تجعلوا من طقوسها مهرجاناً ينتهي بانتهاء الزيارة.

يا مَن تخافون من فلين، تذكّروا أن الحسين واجه السيوف والنبال، ونحن اليوم نُطالَب أن نواجه مشاريع الطمس والتهجين، لا أن ننحني لها.

والسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق