أربعينية الإمام الحسين: نبض ثورة خالدة في وجدان الإنسانية

هيئة التحرير14 أغسطس 2025آخر تحديث :
أربعينية الإمام الحسين: نبض ثورة خالدة في وجدان الإنسانية

كتب/ محمد فاضل الخفاجي

 

بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، يتجدد الحزن والولاء في قلوب الملايين حول العالم، في كل عام. هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة دينية عابرة، بل هي محطة تاريخية عميقة تحمل في طياتها معاني التضحية، الفداء، والإصلاح.

 

ان أربعينية الإمام الحسين هي تذكير مستمر بوقفة عظيمة في وجه الظلم والطغيان، وبأن المبادئ والقيم الإنسانية أغلى من الحياة نفسها.

 

الحسين: نبض الثورة والإصلاح

 

في عام 61 للهجرة، وقف الإمام الحسين في كربلاء موقفاً لم يكن سهلاً؛ موقفاً اختار فيه مواجهة الانحراف عن مبادئ جده الرسول (ص) بدلاً من الانصياع للباطل. لم يكن سعيه للسلطة أو المنصب، بل كان سعيه لإعادة الأمة إلى مسارها الصحيح. كان صوت الإمام الحسين صرخة الحق التي دوّت في وجه الظلم، ليعلمنا أن الحرية لا تُشترى بالمال ولا تُكتسب بالجاه، بل تُصان بالدم والتضحية.

 

مسيرة الأربعين: تجمّع القلوب

تُعد مسيرة الأربعين التي تتجه نحو كربلاء من أضخم التجمعات البشرية في العالم. هذه المسيرة هي تجسيد حي لمعاني التضامن، الإخاء، والإنسانية. يشارك فيها الناس من كل الأعمار والأطياف، اغلبهم من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يمشون مئات الكيلومترات متحدين الصعاب، ليعبّروا عن حبهم وولائهم لحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين. في هذه المسيرة، تتلاشى الفروقات الاجتماعية والعرقية، ليصبح الجميع في صف واحد، يجمعهم هدف واحد: إحياء ذكرى سيد الشهداء.

 

أربعينية الحسين: مدرسة الأجيال

تُعتبر أربعينية الإمام الحسين مدرسة حقيقية للأجيال، تعلمنا دروساً لا تُنسى في الإنسانية والكرامة. تعلمنا أن نكون ثابتين على الحق، ولا نخشى في سبيل إحقاقه لومة لائم. تعلمنا أن الألم لا يمحو الأمل، وأن بعد كل تضحية هناك نصر، وأن الحق منتصر لا محالة وإن طال الزمن.

 

ان هذه الذكرى ليست حكراً على طائفة معينة، بل هي ملك للإنسانية جمعاء، وبدليل توافد الزائرين من جميع أغلب دول العالم، كونها دعوة للتفكير في قيم العدالة، الحرية، والوقوف مع المظلوم ضد الظالم .

 

ختاماً نقول : في كل عام، ومع حلول الأربعينية، تتجدد فينا العزيمة على السير على خطى الإمام الحسين في نضاله ضد الظلم، لتبقى قضيته خالدة في وجدان كل من يؤمن بالحق والكرامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق