بقلم: صفاء الفريجي
في كل عام، ومع منتصف شهر رمضان، نعيش طقسًا شعبيًا يتردد صداه في الأحياء: “كركيعان وكركيعان”، شعار يقرع الأسماع ويجوب الشوارع، لا لشيء سوى ملء الأكياس، أو ربما لتحقيق مكاسب أخرى، غير بريئة هذه المرة.
وهنا، للمقدمة شواهد عديدة… سياسية تحديدًا، في البصرة. فقد اطلعت مؤخرًا على شكوى رُفعت ضد السيد أسعد العيداني، محافظ البصرة. وبالطبع، الشكوى بحد ذاتها أمر طبيعي وصحي، فنحن نؤمن بالقانون كونه الفيصل في كل استحقاق، ولا مجاملة في ذلك لأي طرف.
لكن، من المهم أن يعرف الرأي العام لماذا تُسرّب هذه الشكاوى ضد المحافظ في هذا التوقيت بالذات. الهدف واضح: تشويش المواطن البصري قبيل الانتخابات، وخلق بلبلة في المشهد العام.
سبق وقلت مرارًا: التفاهم هو سيد الحلول، بدلًا من التراشق في مواقع التواصل الاجتماعي. لكنني اليوم مضطر للكتابة، انطلاقًا مما أعرفه. فالموضوع الذي أثير مؤخراً يتعلق بمنصب معين، وهناك من حاول فرض اتفاق بشأنه في أحد الأقضية أو النواحي، إلا أن المحافظ، حسب علمي، رفض ذلك، أو بالأحرى أجّل البتّ فيه لما بعد الانتخابات. وهناك فرق كبير بين التأجيل والرفض، والتمييز بينهما متاح لكل ذي عقل.
وبرأيي، من حق أي مسؤول أن يختار التوقيت المناسب لاتخاذ قراره، بما يخدم المصلحة العامة. وهنا بيت القصيد.
أختم كلامي بقناعة راسخة: لو كانت العلاقة مع المحافظ تسير على وفاق، لما تسربت تلك الوثائق إلى منصات التواصل، ولما اتجهتم نحو الشكوى بصيغة “شلع قلع…