*بديعة إبراهيم… حضور لا يُغادر الخشبة*

هيئة التحرير30 يوليو 2025آخر تحديث :
*بديعة إبراهيم… حضور لا يُغادر الخشبة*

 

بديعة إبراهيم… اسم له وقع خاص في ذاكرة المسرح العراقي. فنانة مسرحية تخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1975، لتبدأ مشوارًا فنيًا امتاز بالرصانة والالتزام والتنوع. لم تكن بدايتها عادية، إذ عملت مباشرة مع رواد المسرح العراقي، وكان أبرزهم الدكتور سامي عبد الحميد، حيث شاركت في مسرحيته الشهيرة *”ثورة الزنج”*، فأثبتت منذ انطلاقتها أنها تمتلك أدوات فنية حقيقية تؤهلها للبقاء طويلًا في الميدان.

 

بعد تجارب ناجحة في المسرح والإذاعة والتلفزيون، وخبرات غنية ضمن المسرح المدرسي، اضطرت بديعة للهجرة، لكن موهبتها لم تُهاجر معها فقط، بل استمرت في التوهج أينما حلّت. عملت في *اليمن، المغرب، وتونس*، وأسهمت في تقديم أعمال فنية وتعليمية، حتى استقر بها المقام في *لندن*، وهناك، التحقت بعمل إعلامي مهم في مؤسسة *BBC*، مضيفة لبصمتها العراقية بعدًا عالميًا.

 

لم تكن بديعة ممثلة تقليدية؛ بل اختارت أدوارًا عميقة، إنسانية، تُعبّر عن واقع المرأة والمجتمع، وعُرفت بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة، وحملها لقيم فنية رفيعة المستوى. لم تبحث عن الأضواء بقدر ما كانت تضيء هي بشخصيتها وأدائها المتزن.

في المهجر، ظل الوطن يسكنها، فكانت سفيرةً للثقافة العراقية من خلال المسرح، والإعلام، والتواصل المستمر مع الأجيال الجديدة من الفنانين. لم تتنكر لماضيها، بل بقيت تتذكر بإجلال أكاديمية الفنون الجميلة، وأساتذتها وزملاءها، وتفتخر بكونها أحد الأصوات المسرحية التي غادرت الوطن قسرًا لكنها بقيت تنبض بحبه فنًا وإبداعًا.

 

*بديعة إبراهيم*… فنانة لم تغب، بل تسكن كل من يرى المسرح أداة للتنوير والتعبير، وتبقى مثالًا للفنان الذي يحمل هويته أينما رحل، دون أن يتخلى عن نبله.

عزيز جبر الساعدي

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق