كتب : جمعة ارحيمة الفرطوسي
المشهداني ليس سوى تفصيل صغير في لوحة الخراب السياسي التي تعصف بالعراق منذ سنوات ، رجل لم يحمل يومًا مشروع دولة، بل كان دائمًا ابن اللحظة السياسية، يقف حيث تقف صفقات التوافق، لا حيث يقف الوطن .
لكن أن يُعاد إلى رئاسة البرلمان في عام 2025، وكأن شيئًا لم يكن، فالمشكلة إذًا ليست فيه فقط، بل في من يصرّ على إعادة تدوير الفشل وإنتاج النسخ الباهته من مرحلة ما بعد 2003.
المشهداني اليوم هو مرآة لمن اختاره، لمن بارك رجوعه، ولمن جلس إلى جانبه في قاعة البرلمان ملوّحًا بالديمقراطية العراقية كما لو أنها إنجاز وطني، لا وهم تاجروا به لسنوات.الخلل، ببساطة، في منظومة لم تتعلم من الخيبة، بل صارت تصنعها عن قصد .في نخبة سياسية ترى في “التدوير” حلاً، وفي “الماضي المهترئ” خيارًا.
في جمهور أرهقته الخيبات حتى بات يرى العودة إلى الفشل وكأنها عودة إلى الاستقرار .إذن، المشهداني ليس الخلل الأكبر، بل هو العرض لا المرض .
أما المرض الحقيقي، فهو في أولئك الذين قرروا أن “الماضي” هو مستقبل العراق .
خيباتي ..!
