لقاء خاص – وجهة نظر: د. عزيز جبر يتحدث عن “القدوة” بين الفن والمجتمع**

هيئة التحرير12 يوليو 2025آخر تحديث :
لقاء خاص – وجهة نظر: د. عزيز جبر يتحدث عن “القدوة” بين الفن والمجتمع**

أجرى الحوار:م.القسم الثقافي

*في لقاء هادئ مع الفنان الرائد د. عزيز جبر، في زيارته لمؤسستنا، تطرّقنا إلى مفهوم “القدوة” في زمن اختلطت فيه المفاهيم وتداخلت الأضواء بالظلال.وعن عنوان القدوة… حين تتماهى الشخصية مع الرسالة..التي كتبها قبل ايام والتي يقول فيهافي زمن ارتبكت فيه المعايير، وباتت القدوة مشوشة في عيون الأجيال، نحتاج أن نُعيد تعريف “القدوة” لا بوصفها صورة مثالية، بل كشخصية تمثل التوازن بين المبادئ والسلوك، بين القول والفعل، بين الظهور العام والحياة الخاصة.*في السياسة*، القدوة ليس من يرفع الشعارات الرنانة، بل من يتصرف تحت ضغط السلطة كما يتصرف في جلسة خاصة؛ لا يخون، لا يتكبر، لا يساوم على الحق. شخصيته لا تنفصل عن أدائه السياسي.

*في الفن، القدوة هو الفنان الذي يرتقي بالذائقة لا الذي يساير الابتذال، الفنان الذي يعي أثر الكلمة والحركة في وجدان المجتمع، فلا يهبط إلى مستوى الصخب لأجل الشهرة.

*في الصحافة والإعلام*، القدوة هو من يُدرك أن الكلمة موقف، وأن القلم شرف، لا مجرد وسيلة للسبق أو الإثارة. الصحفي القدوة هو من يصون الحقيقة حتى وإن كلفته حريته أو حياته.

هنا نستحضر اسمًا كبيرًا: *عبد المنعم الأعسم*، الصحفي والكاتب العراقي الذي شكّل على مدى عقود صورة واضحة للصحفي القدوة. لم يكن مجرد كاتب، بل كان شاهدًا وموقفًا. تعرض للاعتقال والتعذيب في زمن النظام السابق، لا لأنه حمل سلاحًا، بل لأنه كتب ما يؤمن به، فدفع الثمن بكرامته وجسده.لكن الأعسم لم ينكسر، بل خرج من السجن أكثر التصاقًا بالناس، وأكثر احترامًا للكلمة. واصل الكتابة، والتحليل، والدفاع عن حرية التعبير، دون أن يغويه الإعلام المأجور أو يساوم على مبادئه.*

س: دكتور عزيز، ما هي القدوة بنظرك؟

**جبر*: القدوة ليست مجرد شهرة. هي أثر مستدام في الضمير الجمعي. هي موقف، سلوك، التزام، ونزاهة فكرية. الفنان، السياسي، أو الإعلامي لا يكون قدوة فقط بما يقدمه، بل بكيفية حضوره في المجتمع، بما يتركه من أثر يُحترم ويُقتدى به.

*س: هل ما زال الفن العراقي يُنتج قدوات؟

*عزيزجبر: بصراحة، هناك أصوات مخلصة ما زالت تقاوم. لكن تغيّرت المعايير. الإعلام السريع و”ثقافة الصورة” سحبت البساط من القيم العميقة. القدوة الحقيقية تُبنى على التعب، على موقف أخلاقي، على تاريخ طويل من الإبداع المسؤول.

*س: هل تختلف القدوة في المسرح عن الأدب والموسيقى؟

*د.عزيزجبر: لا كثيراً. الأشكال تختلف، لكن الجوهر واحد. الشاعر قدوة حين يكون ضميرًا ناطقًا، لا مهرّجًا. الموسيقي كذلك، إن حافظ على نقاء الفن. التشكيلي يُقدّم ذاكرة بصرية للوطن. كلهم إن أخلصوا صاروا قدوة.

*س: وماذا عن الصحافة؟

* د.عزيز جبر: الصحفي الحر، حين يكون صوته مع الحقيقة، لا مع السلطة، يصبح منارة. وأمثلة كثيره ومنها ماذكرنا مثل ((عبد المنعم الأعسم)) . عُذّب ولم يتراجع، كتب بصدق ولا يزال يكتب. هو أحد من نعدّهم قدوة في هذا الزمن المربك.

واخرون في الصحافة والفن .لكنهم على عدد أصابع اليد كما اظن*س: ما الصفات التي تراها ضرورية ليكون المرء قدوة؟**جبر*: أولها النزاهة.

ثانيها الاتزان السلوكي. ثم وضوح الفكرة، والقدرة على التواصل الصادق مع الناس. لا يكفي أن تبدع، بل أن تُربّي عبر إبداعك.

*س: كلمة أخيرة؟*

د.عزيزجبر: نحن بحاجة إلى قدوات حقيقية، لا نجوم لحظيين. وإعادة الاعتبار للقدوة تبدأ من التربية، من الإعلام، ومن المؤسسات التي يجب أن تحتفي بالمواقف، لا بالشعارات.*انتهى اللقاء، لكن ظلاله لا تنتهي. في زمن الحاجة إلى البوصلة، يبقى صوت العقلاء أمثال د. عزيز جبر ضرورة ملحّة…

لقاء خاص – وجهة نظر: د. عزيز جبر يتحدث عن “القدوة” بين الفن والمجتمع**
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق