دور الشعر في توثيق الثورة الحسينية عقائدئيًا وفكريًا

هيئة التحرير29 يونيو 2025آخر تحديث :
دور الشعر في توثيق الثورة الحسينية عقائدئيًا وفكريًا
تحقيق/علي صحن عبد العزيز

لا يخفى على الجميع مكانة الشعر في التسلل إلى قلوب الآخرين ليتجول في خاطرهم ، حيث تجده في مواطن السلام والحب ، وسيفًا بتارًا في وجوه الأعداء والمفاخرة به ، ونحن نعيش شهر محرم الحرام لابد لنا من تبيان دور الشعراء والشاعرات في الثورة الحسينية.

(جريدة النهار) تناولت هذا الموضوع مع نخبة من الأدباء والشعراء والشاعرات، وطرحت عليهم هذا التساؤل: هل تعتقد بأن الشعر حمل الثورة الحسينية إلى أبعد مدى ممكن لإيصال الفكر العقائدي لثورة الإمام الحسين( ع) ومظلوميته وأهل بيته وأصحابه ، أم ترى بأنه إلى التجأ إلى توثيق وتخليد ما جرى في واقعة الطف ومناغاة المشاعر، فكانت هذه الآراء الواردة.

فكرة الخلود

د. سعد ياسين يوسف/ شاعر : تبقى قضية الحسين قضية الإنسانية جمعاء لأنها تستمد وهجها عبر العصور من وهج قيمة عليا إلا وهي الشهادة من أجل المبادئ التي آمن بها الإمام الحسين (ع) ، والشهادة من أجل الحق والإصلاح في المجتمع أكبر من الشعر لذلك مهما أبدع الشعراء من درر الشعر لن تصل إلى عظمة المصباح الذي أوقده الحسين بوقفته الشجاعة في واقعة الطف بكربلاء ،لكن الفكرة التي تغنى بها الشعراء ستظل تنتقل من جيل إلى آخر عبر روائع الشعر متجاوزاً فكرة التوثيق إلى فكرة أهم منها إلا وهي فكرة الخلود التي تتجدد كل عام وتشرق مع كل دعوة للوقوف بوجه الظلم ورفضه ،وهذا هو السرّ الحقيقي وراء بقاء ثورة الحسين ماثلة أمامنا وأمام كل الثائرين في الأرض.

لهيب العواطف

د. غزاي درع الطائي/ شاعر وكاتب :حلَّق الشعر بقضية الحسين (ع) منحازًا إليها بوصفها فعلاً ثوريًا يدوس على الظلم والظالمين والطغاة والبغاة، فلقد أغترف منه الشعراء أعذب المعاني وأجمل الصور وأعمقها، وما يزالون، ومع لهيب العاطفة ونزول الدمع الساخن حزنًا على الحسين (ع) وآله وأصحابه، تأتي الأشعار مخضبة بالمواقف السامية، بلا أنكسار وبلا ضعف، مع الثبات على المبادئ، والشعر الحسيني الذي كتبه حشد من الشعراء العراقيين والعرب بل وكتبه شعراء عالميون من كل بقاع المعمورة، قديمًا ووسيطا وحديثًا، قال قولته فهو مع الحق ضد الباطل ، والشعر الحسيني يتلألأ كما تتلألأ النجوم، ويشرق مثل الشمس ويطلع مثل البدر، ليحيَي ثورة الدماء المنيرة كالمصابيح، وليُحيي ذكرى أعظم ثورة عرفتها كربلاء وعرفها العالم، اندلقت كما يندلق الضوء العالي من الدياجير، والشعر الحسيني صرخة حق تعلو من كربلاء وتمتد إلى كل مكان، وصوت هادر يصدر من عاشوراء ويمتد إلى كل زمان، شعر مخضب بالوقائع والرموز، ومنبثق من أتون الثورة الحسينية وحامل علمها المرفرف في آفاق السلام والعدل والحرية.

ملحمة تاريخية

إسراء الأسدي/ شاعرة :

ثورة الإمام الحسين( ع) حدث لا يشبه الأحداث ، ثورة تختلف عن الثورات ، ملحمة تأريخية خالدة قادها حفيد رسول الله الذي زلزل الأرض تحت أقدام الطغاة ، فأبهر العالم (بحلمه وصبره ، صدقه وأخلاصه ، حكمته وشجاعته) ،ولذا كان لثورته (ع) الأثر الكبير في أزدهار الأدب بصورة عامة والشعر بصورة خاصة ، وقد ذكرها الكثير من الحكماء والفلاسفة والأدباء في العالم ، فالشعر حمل الثورة الحسينية الى أبعد مدى ممكن لايصال الفكر العقائدي للثورة.

تناول الرمزية

صادق الذهب/ شاعر :الحديث عن تطور الشعر الذي تناول الامام الحسين (ع) ، شخصيته وأبعاد ثورته ، ذلك موضوع لا تفي به صفحات نعدها ضيقة أمام تناول إحيائية ورومانسية وشعر تفعيلة لدى الشعراء العرب عامة أو العراقيين خاصة ، فالمسألة هنا هي ليست حديث عن شعراء ذوي اتجاه ، ويمكننا القول إن القصيدة الحسينية بدأت الآن بالفعل الاقتراب من ذلك وهو المطلوب منها في اقل تقدير ، والحديث عن كيفية تناول الشخصية الحسينية لدى هؤلاء الشعراء يتطلب أيضا تناول الرمزية التي مثلتها الشخصية الحسينية حديثا بالمقارنة مع طرق الشعراء الذين سبقوهم ، هذه الطريقة ( التعبير عن الشخصية) له الان وجه إيجابي آخر يختلف عن المنهج التقليدي، وهو الوجه الذي يوظّف الحدث الحسيني لمعانٍ سياسية واجتماعية معاصرة، ولكن بطريقة استنهاضية مباشرة تهدف إلى تغيير أحوال الأمة إلى الهدف الذي ثار من أجله الحسين (ع) .

عظمة الحدث

ثامر الخفاجي/ شاعر: قالوا : الشعر ديوان العرب وعنوان رسالتهم، وفيه تتجلى مفاخرهم، لكي يسجل التأريخ وقائعهم ويحفظ مآثرهم ،فهل هناك مأثرة أعظم منها ،وثورة الحسين (ع) هي من أذكت في صدور الشعراء والأدباء بمختلف مذاهبهم وأجناسهم وهوياتهم هذه الثورة التي أشاد بها الأعداء قبل الأصدقاء لتبقى متوهجة ومتجددة رغم مرور مئات السنين على قيامها، فكان الشعر بشقيه الفصيح والعامي هو الموثق والحافظ لأحداث هذه الملحمة الثورية الإنسانية التي يتجدد خلودها بتجدد الزمان.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق