بقلم : ثامر الشمري
في فجر الحادي والعشرين من حزيران/يونيو 2025، قصفت طائرة حربية إسرائيلية سيارة مدنية قرب الحدود العراقية‑الإيرانية. لم يكن الهدف قاعدة صواريخ، ولا قادة ميدانيين، بل رجل واحد: الحاج حسين خليل، أبو علي، الحارس الشخصي للسيد حسن نصرالله، قائد المقاومة في لبنان، برفقة نجله مهدي.
لم يكن يحمل سلاحاً، ولا يقود عملية، بل يؤدي مهمة تنظيمية. ومع ذلك، أعلنت إسرائيل أن اغتياله “إنجاز أمني”، وكأنها أطاحت بعقل عسكري مدبّر. لكنها في الحقيقة أرادت أن تطلق رصاصة على الظل… لأن النور أقوى من أن يُطفأ.
⸻
من هو حسين خليل؟ ظل السيد لا يفارقه
وُلد الشهيد حسين خليل في برج البراجنة عام 1955، والتحق بالمقاومة منذ تأسيسها. سريعاً، أصبح من النواة الأمنية الأولى التي أحاطت بسيد المقاومة، ورافقه لأكثر من عقدين.
في الخطب، في الجبهات، في الجنازات، وفي لحظات الصمت، كان حسين خليل دائماً هناك… في الظل، لكنه حاضر. لا يتكلم، لكنه يُرى. لا يُهاجم، لكنه يحمي.
ظهر حاملاً نعش الشهيد عماد مغنية، ورافق السيد نصرالله في كل ظهور علني تقريبا. هو الرجل الذي وقف دائماً خلف القائد، متيقظاً للرصاصة الأولى، مستعداً للشهادة.
⸻
الضربة التي تعكس الضعف لا النصر
إسرائيل لم تغتل قائداً عسكرياً، بل اغتالت الحارس. هذا الفعل لا يُظهر قوة، بل يعري الخوف العميق من القائد الذي لم يعد في متناول اليد.
إن اغتيال رجل أمن لم يُعرف بدوره الميداني، يؤكد أن إسرائيل تعيش أزمة في الأهداف الاستراتيجية، فتحوّل غضبها إلى الحلقة الأقرب من القائد، لعلها تكسر شيئًا من هيبته.
لكنها لم تنجح. لأن حضور نصرالله لا يُختزل بجسده، بل يترسخ في ظلاله، في رجاله، في الذين لا يتكلمون لكنهم يحمونه بصمتهم.
⸻
عمق حضور نصرالله… رغم استشهاد ظلّه
لم يكن حسين خليل قائداً ميدانيًا، بل شاهداً على الحضور القائد. واستشهاده لم يُضعف هذا الحضور، بل كشف عن عمقه. فحين يصبح ظلّ الرجل هدفاً استراتيجياً، فهذا لأن الرجل نفسه بات أكبر من الاغتيال، وأبعد من الإصابة.
استشهاد الحاج حسين خليل أثبت أن نصرالله لا يُقاتَل فقط في كلماته، بل حتى في صمته، في حراسته، في محيطه. وأن طريقه، مهما كثر شهداؤه، يُرعب العدو أكثر مما يؤلمه.
⸻
حين ترتعب إسرائيل من الحماية
إسرائيل، حين تعجز عن الوصول إلى القائد، تبدأ بالالتفاف حوله: تغتال رفاقه، ومرافقيه، والذين يحرسونه. وهذا وحده اعتراف بأنها لا تملك جرأة المواجهة.
ما تُسوّقه إسرائيل كـ”نصر”، هو في الحقيقة صرخة عجز. لأن من يخاف حتى ظل القائد، يعترف ضمناً أن النور بات أبعد من أن يُطفأ، وأن المقاومة، بحضورها ورجالها، لا تُهزم بسهولة