بقلم: جيهان الجنابي
رغم انتشار الإنترنت وسهولة الوصول إلى المعلومات، تبقى القراءة العميقة والمنتظمة ضرورة لتنمية الفكر، وتعزيز الثقافة، وبناء شخصية واعية ومستنيرة.
الإنترنت مليء بالمحتوى والمعلومات المتدفقة، لكن ليس كل ما نقرؤه مضمونًا أو موثوقًا أو حتى مفيدًا. في المقابل، تمنحنا الكتب والمصادر المعتمدة أدوات فكرية قوية لبناء عقل ناقد، يميز بين الصحيح والخطأ، ويبحث دائمًا عن المعلومة من مصدرها الأصلي.
القراءة العميقة تُسهم في تشكيل آراء مستقلة ومستنيرة. فعلى سبيل المثال، من يقرأ في تاريخ الأوبئة أو في علم النفس يكون أكثر قدرة على تحليل الأحداث الجارية وفهم أبعادها، بدلًا من الاكتفاء بالعناوين السريعة أو المعلومات المجتزأة.
كما أن القراءة تساعد في التصدي لظاهرة المعلومات المزيّفة، التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل. وقد تؤدي هذه المعلومات إلى نشر الذعر أو تصديق إشاعات خطيرة، كما حدث خلال جائحة كورونا حين انتشرت علاجات وهمية بين الناس بسبب الجهل أو التسرع.
في النهاية، ليست القراءة مجرد هواية، بل وسيلة لبناء إنسان واعٍ، قادر على التفكير النقدي، واتخاذ موقف مسؤول عند تناقل المعلومات، في زمنٍ تتزاحم فيه الحقائق مع الأكاذيب.