بقلم/ عامر جاسم العيداني
في بلدٍ اعتادت فيه المنظومة السياسية على محاربة الكفاءات، وقمع كل من يحاول أن يكسر القاعدة الفاسدة، لا يبدو غريباً أن يُستهدف محافظ البصرة أسعد العيداني رغم سجله الحافل بالإنجازات، بل إن الغرابة الحقيقية تكمن في صمت البعض إزاء محاولات إقالة رجل نجح فيما عجز عنه الآخرون.
منذ توليه منصبه، قاد العيداني البصرة نحو تحولات كبيرة، حيث حوّل المحافظة من بيئة طاردة للاستثمار إلى وجهة جاذبة للشركات والمستثمرين والسائحين ومن أهم انجازاته:
*مشاريع البنى التحتية الكبرى: أطلق مشاريع عملاقة لمدّ شبكات الصرف الصحي والمياه في مناطق منسية مثل شط العرب والهارثة والزبير والقبلة وياسين خريبط وحي الحسين، وإنجز العديد من مشاريع تبليط وتأهيل الطرق، وشيد جسوراً استراتيجية خففت من الزحامات الخانقة ، والاهتمام بالتعليم بدعم إنشاء المدارس الحديثة الدولية، والصحة بإنشاء وافتتاح مراكز طبية جديدة، وطور أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية، والعمل مستمر بدون توقف رغم عدم رفد المحافظة بالتخصيصات .
*اما الاستثمار والنمو الاقتصادي فقد فتح الباب أمام مستثمرين جادين وساهم في توفير فرص عمل بدعم المناطق الصناعية.
*محاربة الفساد الإداري حيث واجه المافيات التي تعيش على المشاريع المتلكئة، وأحال ملفاتها إلى الجهات القضائية.
*إدارة ملف الكهرباء والماء حيث تم تحسين إنتاج وتوزيع الكهرباء، وفعّل برامج صيانة شاملة للشبكات رغم التحديات المزمنة.
* خفض معدلات الجريمة عبر خطط أمنية مدروسة ، وملاحقة الفاسدين في دوائر المحافظة وإعادة الأموال المنهوبة، وأعاد هيبة الدولة بعد ان طمسها الفاسدون والقوى الظلامية بتطبيق القانون .
* خليجي ٢٥ الذي يعتبر انجازا كبيرا حيث فتح ابواب العراق على مصراعيه وأعاد الثقة باستقراره الأمني واعطى صورة جديدة للسائح العربي والاجنبي حتى اصبح وجهة له، بالإضافة الى جذب المستثمر الاجنبي، وما النشرات التي تصدرها الدوائر المعنية عن الزيادة الكبيرة في حجم الاستثمارات الاجنبية بعد هذا الحدث الا دليل نجاحه.
لا نريد القول إنّ النجاح لا يصاحبه اخفاق أو خطأ ، والمشهور أن الذي يجتهد ويعمل يقع في أخطاء، ومن الممكن تشخيصها والعمل على اصلاحها لتستمر المسيرة وعدم وضع العراقيل أمامها.
إن كل هذه الإنجازات حصلت في بيئة سياسية مضطربة وضغوط حزبية لا تتوقف. لكن يبدو أن النجاح في هذا البلد بات فعلاً “مستفزاً”. هناك من لا يروق له أن تُدار محافظة بعقل إداري لا ينتمي لمافيا الصفقات. وهناك من يرى في وجود مسؤول ناجح تهديداً لامتيازاته واحتكاره للمشهد.
فهل يُعقل أن يُكافأ النجاح بالإقصاء؟!
وهل أصبح مطلوباً من المسؤول أن يفشل ليحظى برضا بعض الكتل؟!
ما يجري اليوم ضد العيداني هو محاولة انقلاب على إرادة أهل البصرة، وهو إنذار خطير لكل من يؤمن بالإصلاح. إزاحته لا تمس شخصه فحسب، بل تمس فكرة النجاح نفسها، وتعيدنا إلى عهد الترضيات السياسية والانتهازية.
الصمت على هذا العبث هو مشاركة في الجريمة.
وعلى أبناء البصرة، ونوابها، ووجهائها، وكتّابها ، أن يرفعوا الصوت عالياً:
كفى استهتاراً بمصير المدن. كفى تسلطاً على إرادة الناس. كفى إقصاءً للكفاءات.
ومن يسعى لإسقاط أسعد العيداني، إنما يسعى لإسقاط البصرة كلها.
لماذا يخاف الفاسدون من نجاح البصرة ؟
النجاح يُزعج الفاشلين، وهذا بالضبط ما يحدث. فبدلاً أن تُدرس تجربة البصرة كنموذج يُحتذى بها ، نرى حملة تشويه ممنهجة تهدف إلى:
*إرضاء كتل سياسية فاسدة فقدت مصادر تمويلها بعد تشديد الرقابة المالية ، وإعادة البصرة إلى مربع الانهيار لاستعادة نفوذ المقاولين والمافيات التي كانت تستفيد من الصفقات المشبوهة.
*وأد أي نموذج إصلاحي قد يُظهر أن العراق قادر على النجاح دون وصاية الفاسدين.
كيف يجب الرد؟
*الضغط الشعبي : على أبناء البصرة التحرك لحماية إنجازاتهم عبر التظاهر السلمي أو حملات مناصرة العيداني ، وفضح الحملة إعلامياً بكشف أسماء السياسيين والجهات التي تقف وراء المؤامرة.
واخيرا البصرة ليست مزرعة للفاسدين ، البصرة تستحق أن تنجح وشعبها يستحق أن يحكمه رجال أكفاء مثل العيداني وإذا سكتت القوى السياسية النظيفة اليوم فسيُفتح الباب أمام عودة الزمن الأسود حيث الفساد والانهيار.
السكوت اليوم خيانة..
فهل نترك البصرة ضحية للمحسوبيات والأجندات السياسية؟