السامرائي تصريحات لافتة

حسين صادق20 سبتمبر 2025آخر تحديث :
السامرائي تصريحات لافتة

السامرائي تصريحات لافتة

 

هادي جلو مرعي

 

من المؤكد أن لكل فريق سياسي تصورات خاصة به عن إدارة العلاقة مع الجمهور، وفهما مختلفا للحاجات التي تتطلبها تلك العلاقة التي ينبغي أن لايكون للنفعية الدور الأول فيها، فالطموح المتصاعد للجمهور بفرص حياة أفضل تفرض على الفاعل السياسي تقديم رؤية غير تقليدية خاصة مع مرور عديد السنوات على تجربة تكررت فيها الأخطاء، ولم تنقطع نداءات الناس برغبة التغيير، وتجربة رؤية جديدة تقدمها القوى الفاعلة، وهو مايلقي مسؤولية مضاعفة على عاتق المتصدين لتلبية المطالب المشروعة للناس في محافظات مختلفة من البلاد لايخفى حجم معاناتها، ونوع تلك المعاناة، وتعدد الصور التي تتجلى من خلالها للمراقبين وللفاعل السياسي الذي ينبغي، وبعد كل هذه السنين أن تكون توفرت لديه قاعدة بيانات بحجم المعاناة، ونوع الحاجات ليكون ممكنا وضع الخطط والبرامج المناسبة لتلبيتها كما ينبغي.

التصريحات الأخيرة لرئيس تحالف العزم مثنى السامرائي الذي بالرغم من تصديه للمسؤولية بعد غياب زعامات سنية تقليدية، ووجود زعامات قدمت نفسها خلال السنوات الماضية بوصفها الساهرة على الحقوق والمطالب الشعبية لجماهير تتعطش لنيل ماتتمناه، ولم تحقق المرجو منها ركزت على جزئيات غاية في الأهمية تبتعد عن الخطاب التقليدي في التعامل مع الجمهور، وغالبا ماكان الفاعل السياسي يقدم نفسه، أو يصدر خطابه عبر منصات مختلفة يركز فيه على الخلافات العميقة مع المنافسين، والحديث عن الطائفة والجغرافيا بوصفها وسيلة لكسب ود الجمهور الإنتخابي العاجز عن تحديد مساره بسبب الخوف والعجز والقلق من المستقبل والتهديد وإمكانية الصراع المكوناتي حيث قدم السامرائي رؤية سياسية جديدة وواضحة تبتعد عن الأفكار التقليدية، ودعا الى شراكة حقيقية مع المواطن الذي هو الهدف في النهاية، فالفشل في التواصل مع المواطنين يعني إن النظام السياسي لم ينجح في تلبية رغباتهم، وحاجاتهم الطبيعية والمشروعة، وبالتالي لابد من تأمين المطالب تلك، وعلى الارض، وليس عبر وسائل الإعلام، وليعيشها المواطن فعلا، لا أن يسمع بها على قاعدة (سوف وسوف وسوف) دون أن يتحقق مايثبت صحة ذلك السوف المتكرر والممل.

التركيز في تصريحات رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي يشير الى أن هناك رؤية تتجاوز الخطاب الى الفعل، ومن مناغمة مشاعر الجمهور، الى كسب عقولهم من خلال الإقناع الفعلي، لا اللفظي، وعدم السماح لأحد بخداعهم وتضليلهم لمرحلة مؤقتة, ولكي لايشعروا في وقت لاحق إنهم حفنة من المغفلين. وهذا يعني أن التعامل يتم مع مواطنين يمتلكون من الوعي مايكفي لتغيير المسار، أو لوضع السياسيين أمام مسؤولياتهم، وعدم السماح لهم بتحقيق المكاسب على حساب المواطن.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق