فاروق سلوم..شاعر يحب الحياة الكريمة…
بقلم ،،
د.عزيز جبر الساعدي/ تركيا
يكاد قلبي على ذكراكِ ينخطف ُ
فهل تُرى جفت الأقلامُ والصُحفُ
فلا بريدٌ ولا همسٌ ولا عتبٌ
وفي العتاب كما عودتِني شغف ُ
قلتِ اعتكاف وصمت تحسبين به
مآلنا .. أتُرى في الحب مُعتكف ُُ
هو الذي نتماهى فيه من ولع ٍ
وفيه يأتي لنا الموعودُ والصدف ُ
به التقاءات روحينا بواحدة
وفي توحدنا .. الأجسادُ تأتلف ُ
رأيت ُ خطوك في دربي كأن به
ميلاً وماعادت الخطوات تنعطف ُ
كل الخطايا حلال في الهوى ابدا
ولايديمُ هوانا الخوفُ والأسفُ..
قصيدة الشاعر *فاروق سلوم* تنبض بعاطفة إنسانية رقيقة وصادقة،كصاحبها الرقيق المتوازن المهذب، تُبرز عمق التجربة العاطفية والنزوع نحو حياة كريمة مليئة بالحب والتواصل.
*في تأمل النص:
– “يكاد قلبي على ذكراكِ ينخطف”*
من الافتتاح، نشهد استحضار الذكرى كقوة جاذبة تخطف الوجدان، تعبير عن شدة الشوق.
– *”فهل تُرى جفت الأقلام والصحف”*
استعارة عن انقطاع التواصل، والعتب على الغياب والبرود العاطفي الذي حل محل دفء العلاقة.
– *”قلتِ اعتكاف وصمت تحسبين به / مآلنا.. أتُرى في الحب مُعتكفُ؟”
تساؤل عن جدوى الابتعاد، وكأن الشاعر يقول إن الحب لا يُختبر بالصمت، بل بالاقتراب والتماهي.
-“هو الذي نتماهى فيه من ولع / وفيه يأتي لنا الموعود والصدف”*
الحب عنده هو انصهار، هو قَدَر ومفاجأة جميلة، وليس تجربة عقلانية تُقاس بالحسابات.
– *”كل الخطايا حلال في الهوى أبدًا / ولا يديم هوانا الخوف والأسف”*
ختام القصيدة يجسد فلسفة الحب المتحرر من القيود، حيث لا مكان للخوف، بل للصدق والانجراف بعاطفة الحياة.
فاروق سلوم شاعرٌ يحب الحياة، لكن بطريقته الراقية، التي لا تقبل بالحب المجتزأ أو العواطف المبتورة. إنه يدعو إلى *الاكتمال الإنساني في الحب، بلا خوف ولا خجل ولا أسى*. هذه القصيدة تحمل توقًا إلى الحب كفعل وجودي، وكحق في الحياة الكريمة.
تحية لشاعرنا المغترب فاروق سلوم