دماء تحت الركام

حسين صادق25 أغسطس 2025آخر تحديث :
دماء تحت الركام

دماء تحت الركام

 

سمير السعد

 

بينما تتغنى وسائل الإعلام الغربية بعناوين خادعة من قبيل “إسرائيل تزيد الضغط على حماس”، تتكشف الحقيقة المروعة _ حرب إبادة جماعية تُشن بلا رحمة على شعب أعزل. في غزة، لا توجد معركة متكافئة، بل مجزرة مفتوحة، تُستباح فيها الأرواح، وتُهدم البيوت على ساكنيها، وتُمحى ملامح الحياة من جذورها. هذه ليست حرباً على مقاومة مسلحة، بل جريمة ضد الإنسانية، تُنفذ أمام أعين العالم الذي اختار الصمت، أو المشاركة في الجريمة بالتواطؤ.

 

الأرقام تتحدث: جريمة بأدوات “شرعية” زائفة

• أكثر من 32,000 شهيد، بينهم 13,000 طفل و8,000 امرأة، أرقام تقشعر لها الأبدان.

• ما يزيد عن 75,000 جريح، كثير منهم فقدوا أطرافهم في ظل غياب الرعاية الطبية.

• أكثر من 60% من المنازل دُمّرت كلياً أو جزئياً ، فيما تحولت أحياء كاملة إلى أطلال.

• قطاع الصحة على حافة الانهيار: أكثر من نصف المستشفيات خرجت عن الخدمة بفعل القصف والحصار.

• قطع المياه والكهرباء بالكامل عن أكثر من مليونَي إنسان، ما يهدد بكارثة إنسانية شاملة.

 

أصوات من تحت الركام _ شهادات تقشعر لها الأبدان

أم أحمد : “كنت أصرخ تحت الركام وأنا أسمع صوت ابنتي تنادي : ماما لا تتركيني… ثم صمتت للأبد.”

 

مسعف في الهلال الأحمر: “ كيف ننقل الجرحى في سيارات بلا وقود، وأحياناً نحملهم على الأكتاف. نرى أطفالاً يحتضرون لأننا لا نملك حتى مسكن ألم.”

 

طفلة عمرها 10 سنوات: “أريد أعيش… لا اريد ان أموت.”

 

أكثر من 1.8 مليون فلسطيني نزحوا من بيوتهم، ليواجهوا مصيراً مجهولاً في مدارس مكتظة أو في الشوارع المفتوحة. الاحتلال يزعم أنه يمنحهم “إنذارات مسبقة” قبل القصف، لكنه في الواقع يدفعهم من موت إلى موت، من بيت مدمر إلى شارع تحت القصف.

 

إسرائيل تروّج بأنها تستهدف مقاتلين، لكن الحقيقة أن أهدافها هي _ الأمهات اللواتي يودعن أبناءهن عند أبواب المستشفيات، الأطفال الذين يلعبون في الأزقة فيموتون بصاروخ موجّه، الشيوخ الذين لا يقوون على الهرب. الاحتلال يريد غزة بلا حياة، بلا أمل، بلا إنسان.

 

في غزة، لم تعد الأمهات يغفين خوفاً من الغد، بل من الليل الذي قد يحمل الموت إلى أطفالهن. هناك، تُكتب الحكايات بالدم لا بالحبر، وتُرسم الخرائط بالرماد لا بالألوان. أطفال يسألون: “هل سنستيقظ غداً ؟” وأمهات يجهشن بالبكاء لأن الجواب ليس بأيديهن.

غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل جرح مفتوح في قلب الإنسانية، يصرخ في وجه عالم أصمّ، أعمى، يتواطأ بالصمت أو يشارك في الجريمة. وفي قلب هذا الركام، ما زال ينبض الأمل… لأن كل دمعة تسقط، وكل شهيد يرتقي، يكتب وصية: لن تموت فلسطين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق