وزير روبوت !
د. حسن جمعة
ماذا لو نصبنا (روبوت) وزيرا لاحدى الوزارات التي تشهد فسادا كبيرا ونضعه على كرسي مدولب في غرفة بسيطة متهالكة بعد ان نبعد الرعية والمتملقين والوصوليين منه! ونسلمه القرار كله بعد ان ننتزعه من المدراء العامين ومدراء المكاتب والحاشية؟؟ ..نضعه دون ان يؤدي اليمين الدستوري لان اغلب الفاسدين ادوا هذا اليمين وابتلعوا كل الاموال وعاثوا في العراق فسادا ونجعله تجربة اولية نستفيد منها بمحاربة الفساد لتعمم بعد نجاحها على الوزارات والاماكن المهمة والحساسة فكيف ستكون النتيجة ؟..
واين سيلجأ الفاسدون والسماسرة والمستثمرون والمنتفعون بعد ان يغلق الطريق امام طموحاتهم المشبعة بالسرقات؟ ماذا تتوقعون ان تكون النتيجة؟ والاحزاب كيف ستتعايش مع الوضع؟ فهذا الروبوت سيقضي على امالهم وعلى خروج اي اموال لدعمهم وسيعيشون بحسرة وقد يبدؤون ببيع بعض ممتلكاتهم ليمولوا مقراتهم وحاشيتهم وشيئا فشيئا يستغنون عن الكثير منهم الى ان تختفي المقرات جميعها من المناطق والمدن والمحافظات ولكن هل يستسلمون ام انهم يبحثون عن خطط تطيح بهذا الوزير الرقمي وكيف ؟..الوزير بعد ان يبحثوا في تاريخه يعود الى شركة اجنبية ثم يبحثون عن عشيرته فلا يجدون له اي انتماء عشائري او حزبي وسيبحثون عن دينه ومذهبه فيجدوا انه دون دين او رب او مذهب فيحتارون ليبدؤوا باستغلال اشباه رجال الدين ليطلقوا تكفيرهم على الروبوت بانه يعمل لحساب اسرائيل وهو صناعة اجنبية لايجوز تسليمها مهام وزارة عراقية كونه ليس من ام واب عراقيين كما انه لايجيد التقاليد العراقية والعربية المعروفة بالشهامة والكرم والبذخ لذا يجب حجبه وابعاده ومنعه عن تسلم اي وظيفة داخل العراق وهذا ابسط ما يمكن عمله وستبدأ الاحزاب بمحاربته بشتى انواع الحجج!.. لكننا فعلا نحتاج لهكذا خطوة عسى ان تمنع الايدي من الاعتداء على المال العام وفي اتعس الاحوال سيتفقون مع شركات غربية لعمل روبوت فاسد يكون مساعدا للروبوت الطبيعي ليعلمه اساليب الفساد!!.. يذكر ان حكومة البانيا ستضم “وزيرة افتراضية” منشأة بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، سُمّيت “ديلا ، “ديلا” ليست جسداً حاضراً في قاعة مجلس الوزراء، بل كيان افتراضي يعمل على منصة الخدمات الإلكترونية الحكومية مهمتها الأساسية أن تضمن أن تكون العطاءات والمناقصات العامة خالية بنسبة 100% من الفساد!!.