وجهة نظر في قصيدة جواد الشلال،

حسين صادق25 أغسطس 2025آخر تحديث :
وجهة نظر في قصيدة جواد الشلال،

وجهة نظر في قصيدة جواد الشلال، ،

 

اكتب لك على جرار زراعي واراقب عطشك..

لن يحفل بي أحد ، الجميع يمرّ بي دون تريث ، يذهبون إلى مظلات ناعمة ، ينفقون رواياتهم على بطلات ورقية،

ذبلت بهدوء كلّ مفردات الغزل ونبت الصبار في راحة يدي ، لا أحد يفسر لي ذلك،

لا أحد سواك أنت ،

 

لا أحد يعرف نافذتي ،

منّ هذا الذي يقف خلف النافذة ،

لماذا يعصر يديه من القلق؟

لماذا حزين بشكل مباغت؟

ولماذا تعصرينَ يديكِ ؟

جاري المتطفل بدأ بقضم أظافره ويشعر بالرعب من صوت الإسعاف …

هل أتى على الوقتِ فيضٌ من الرعب كلَّما تذكرتك وعلى المكان جفافٌ كلَّما اقتربت من نافذتي لأتحسس نبضك ؟

 

هل أخبرتك أنّ فلاحاً عابر سبيل ،يظنّ أنه تمثال متمرد بشكل علني على ندرة المطر

كان حزين لأنه لا يملك مظلة وكنتُ أسايرهُ عسى أن تأتي لتُدحضي تلك الندرة

 

فالوقت قصير حتّى يندمل جرح صوتي

لكني مازلت مدمن كلام مع نفسي ،

أسأل لماذا اندرس النهر؟

كيف يبدو الصحو؟

أين تنبت شجرة الحزن الوارفة؟

ليس بمقدوري إيقاف سيول الهذيان الليلة ،

وإنْ استطعت ،

أخافُ أنّكِ تخفين انكساراتك بحقيبة يدك ، تضعين نصف ابتسامة ترقد بجانب فمك المملوء بالدهشة وارتجافات الحزن ، أخبرني بذلك أطفال يحاولون عبور سور الحديقة الغناء ليصففوا الرمل المارّ بمحاذاتها، تلك واقعة لم أعلم بتوقيتها بعد،

 

حفظت أيام الاسبوع بسرعة ، لم أكن ذكيا بشكل متواتر ، منتصف الاسبوع كان لصوتك ونهايته لعيونك والأيام ما بينهم

صمتك وضعفك

وجنونك بوطنك ولم تحاولي نفض ترابه من أصابعك ،،، ،

 

كان اسبوع تحت الإنشاء ، لم تتوفر بعد مواد أولية لبناء زمن لاحق،

.

.وجهة نظر في قصيدة لجواد الشلال

قصيدة تطرح هذه الأسئلة دون انتظار جواب. إنها أسئلة وجودية تتعلق بالجدوى والمعنى وسط الخراب. الصحو، النهر، الحزن… رموز تتحول إلى مشاهد داخلية.

بقلم : عزيز جبر الساعدي

 

الأسلوب واللغة:

– الشعر يُكتب بلغة نثرية، لكنه لا يتخلى عن الموسيقى الداخلية.

– صور جديدة، كـ”نصف ابتسامة ترقد بجانب فمك” أو “الأسبوع تحت الإنشاء”، تقدم رؤية شاعر يخلط بين الواقعي والسريالي.

– النبرة هجينة بين الوجد، التهكم، الألم، والتأمل.

قصيدة جواد الشلال هي مرآة لإنسان مرهف وسط عالم خشن. يكتب على “جرار زراعي” لأن الورق ما عاد يحتمل. يصرخ داخليًا، ويحاور ظله، ويجعل من تفاصيل بسيطة، كنافذة أو مظلة، رموزًا لخذلان أكبر. إنها كتابة تلامس الإنسان حين يعجز عن الحسم، ويتكئ على اللغة كي لا ينهار.

قصيدة “اكتب على جرار زراعي” – الشاعر جواد الشلال.

 

قصيدة مكتظة بالرموز والانفعالات العاطفية المركبة، وتُظهر شاعرًا يتقاطع فيه الانكسار الشخصي مع الخراب الجمعي، والغربة الداخلية مع خيبة الوطن، حتى صارت الكتابة عنده فعلاً بائسًا ومثقلًا بالهواجس، لكنه مقاوم للحظة الفقد أيضًا.

 

العنوان:

“أكتب على جرار زراعي”

عنوان صادم وغريب يفتتح القصيدة بطابع عبثي وساخر. الجرار هنا ليس وسيلة إنتاج فقط، بل رمز للعزلة الريفية، وللفعل الشعري الذي لا يجد ورقًا أبيض بل جسدًا ميكانيكيًا صلدًا يكتب عليه، في تشبيه عنيف للحالة الشعورية المنكفئة.

القصيدة تفيض بـ”عتب صامت”، حيث الشاعر لا ينتظر شيئًا من أحد، ولا يتوقع فهمًا من الناس. كل شيء أصبح هامشيًا ومجرد عبور، إلا “هي”، فهي الوحيدة التي تشكل نافذته وبوصلته، لكنها أيضًا مصدر ألمه ومبعث قلقه:

 

> “لماذا تعصرين يديك؟”

> “هل أخبرتك أن فلاحًا تمرد على ندرة المطر؟”

 

هذه التساؤلات توحي بأن العلاقة بينه وبينها محمّلة بالرمز: الحبيبة، الوطن، الأمل، كلهم في كفة واحدة من الغياب الحارق.

 

الوطن كجرح:

المكان في القصيدة غائب أو مغيّب. لا نهر، لا مطر، لا حديقة، لا مظلة. هناك جفاف عام، ليس مائيًا فقط، بل عاطفيًا وروحيًا. الوطن نفسه يظهر كـ”وطنٍ لم تُنفض ترابه من الأصابع”، كأن الانتماء له بات عبئًا.

 

اتسأل انا ايضا

أسئلة الوجود:

> “أسأل لماذا اندرس النهر؟ كيف يبدو الصحو؟ أين تنبت شجرة الحزن؟”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق