نريد للمكائن أن تعمل بكفاءة عالية وصوت منخفض، لا أن يكون صوتها هو الأعلى.
فالقوة في الإنتاج تقاس بالجودة والابتكار، لا بالضوضاء.
البعد النفسي للضجيج :
صوت المكائن إذا ارتفع وأصبح هو المسيطر في الحياة اليومية، فإنه يعكس هيمنة الطابع الصناعي والمادي على حساب الطابع الإنساني والوجداني.
• الأصوات العالية المستمرة تسبب توترًا نفسيًا، وارتفاعًا في نسب القلق والعصبية.
• الدراسات تشير إلى أن الضوضاء الصناعية المزمنة تؤدي إلى الإرهاق العقلي وضعف التركيز، بل وحتى الاكتئاب عند بعض الفئات.
إذن، جعل صوت المكائن هو الصوت الأعلى قد يُفقد الإنسان توازنه النفسي، ويبعده عن الطمأنينة الداخلية.
البعد القانوني:
• من الناحية القانونية، لا يجوز ترك أصوات المكائن بلا ضوابط، لأن القوانين الدولية والمحلية تعترف بالتلوث الضوضائي كأحد أشكال الإضرار بالصحة العامة.
• في العراق ودول أخرى، هناك لوائح تحدد مستويات الضوضاء المسموح بها في المصانع والمعامل والمناطق السكنية.
• أي تجاوز على هذه الضوابط يُعد مخالفة قانونية تستوجب الغرامة أو إيقاف النشاط.
إذن، رفع صوت المكائن بلا حدود غير جائز قانونًا وهذا مانص عليه :
قانون السيطرة على الضوضاء رقم (41) لسنة 2015.
• صدر ليكون تشريعاً يُعنى بتنظيم مستويات الصوت والمنع من التلوث الصوتي، ووضع حدود وضوابط قانونية لما يُعدُّ ضوضاءً تؤثر على الصحة والراحة العامة.
البعد المالي والاقتصادي:
• الصناعة والإنتاج تعتمد على المكائن كأداة للتقدم الاقتصادي، لكن الأصوات العالية ليست معيارًا للتنمية.
• التنمية تقاس بـ نوعية الإنتاج وكفاءته، لا بضجيجه.
• ارتفاع الأصوات يؤدي إلى هدر مالي بسبب اضطرار الشركات للاستثمار في عوازل صوتية أو دفع غرامات بيئية.
• كما أن انخفاض الإنتاجية بسبب تضرر صحة العاملين ينعكس على الاقتصاد سلبًا.
البعد الصحي:
• التعرض المستمر لأصوات المكائن العالية يؤدي إلى فقدان السمع التدريجي.
• يسبب ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب نتيجة التوتر العصبي المستمر.
• منظمة الصحة العالمية (WHO) تعتبر التلوث الضوضائي أحد أهم مسببات الأمراض المزمنة في المدن الصناعية.
المستخلص القانوني والنفسي والمالي والاقتصادي:
الصحيح أن نريد للمكائن أن تعمل بكفاءة عالية وصوت منخفض، لا أن يكون صوتها هو الأعلى.
فالقوة في الإنتاج تقاس بالجودة والابتكار، لا بالضوضاء.
• نفسيًا: الأصوات العالية تضر الإنسان.
• قانونيًا: الضوضاء الزائدة مخالفة صارخة ونشاز للقانون المذكور .
• اقتصاديًا: الإنتاجية لا ترتبط بالضجيج.
• صحيًا: الضوضاء مرض خفي يفتك بالمجتمع.
إذن، القول “نريد لصوت المكائن هو الصوت المنخفض الكاتم من منظور نفسي وقانوني وصحي، بل يجب أن يكون الهدف:
إنتاج قوي بصوت منخفض، وحياة إنسانية
هادئة .
سالم حواس الساعدي
مستشار قانوني واعلامي
تخصص دقيق عمليات وحرب نفسية