بقلم : ثامر الشمري
منذ شهور والمنتخب العراقي يعيش حالة من التخبّط، تائهًا بين تشكيلات غريبة، وتبديلات مشبوهة، وأداء لا يشبه اسم العراق. في كل مباراة، كانت الأسئلة تتكرر: من يختار التشكيلة؟ من يعبث في قرارات المدرب؟ ولماذا يظهر الفريق بلا هوية رغم امتلاك مواهب واعدة؟
ثم جاءت مباراة الأردن، مباراة كان يُفترض أن تكون بلا قيمة، فإذا بها تكشف كل شيء. منتخب منضبط، تشكيل واضح، أداء رجولي، وقرارات فنية تبدو أخيرًا “كروية”. فاز العراق، ليس فقط بنتيجة، بل بكشف المستور: لقد اختفت اليد الخفية… فجأة!
هنا، يجب أن نسأل: من هو هذا “المدرب الخفي” الذي سحب يده؟ ولماذا اختار الانسحاب الآن؟ هل كان وجوده جزءًا من خطة إفشال ممنهجة؟ ومن سمح له أن يكون فوق المدرب الرسمي، وفوق طموحات 40 مليون عراقي؟
⸻
الاختراق الصامت: هل يُباع مصير المنتخب على طاولة السياسة؟
إذا كانت الصدفة تبرّر فشلًا، فماذا تبرّر التكرار؟ كم من مرة دخل العراق مواجهة حاسمة بتشكيلة غريبة؟ كم من لاعب تم استبعاده فجأة؟ وكم من موهبة دفنت تحت قرارات لا تُتّخذ في الملعب، بل في غرف مغلقة؟
بات واضحًا أن من يتحكم بمسار المنتخب ليس بالضرورة يرتدي البدلة الرياضية. هناك من يحرّك الخيوط، وربما يتلقى المقابل… لا لصالح العراق، بل ضده. وهنا يصبح السؤال أكثر خطورة: هل نحن أمام مشروع تخريب منظم؟ هل تقف جهات خارجية—دول، أو أجهزة، أو مافيات رياضية—خلف محاولة تدمير الحلم العراقي؟
النتائج السابقة لم تكن مجرد إخفاقات عادية، بل تبدو اليوم كأنها “مُدبّرة”. وأخطر ما في الأمر أن من يقف خلفها لا يزال في الظل. لا يظهر، لا يُسأل، ولا يُحاسب.
⸻
الختام: قبل الملحق… إما أن نفضحهم، أو نُسلّمهم المصير
اليوم، والعراق على أبواب الملحق، لا مكان للمجاملات ولا للسكوت. يجب أن يُفتح ملف “المدرب الخفي” بكل تفاصيله. من هو؟ من يُغذّيه؟ من يحميه؟ ومن يستفيد من تدمير الكرة العراقية؟
لن نصمت، ولن نسمح أن يكون المنتخب رهينة لأصابع خفية تعبث بالكرامة الوطنية. نريد ملحقًا نقيًا، منتخبًا يمثلنا لا يمثل أجندات، وقرارات تُتّخذ في غرفة المدرب لا في هواتف السياسيين أو حسابات السماسرة.
إذا أرادت الجماهير التأهل، فعليها أن تطالب بالحقيقة. الكرة العراقية تحتاج إلى تطهير، لا تبديل مدرب فقط، بل اقتلاع كامل للمنظومة الخفية. والآن… الفرصة الأخيرة: إما أن نحاسبهم، أو نستعد لمآتم كروية قادمة، عنوانها “خيانة من الداخل”