
سلام سالم
في مثل هذه الأيام قبل تسع سنوات أعلنت منظمة اليونسكو إدراج أهوار جنوب العراق ضمن قائمة التراث العالمي بوصفها أحد أندر النماذج البيئية والثقافية الحية التي تجمع بين التاريخ والطبيعة والإنسان.كانت لحظة تاريخية احتفى بها العراقيون والعالم فالأهوار لم تكن مجرد مسطحات مائية بل موطن القصب والماء والذاكرة حيث عاشت حضارات وولدت قصص وارتبط الناس بالأرض والماء بعلاقة وجودية.ولكن اليوم بعد أقل من عقد على هذا الإنجاز تجف الأهوار بصمت.
تراجعت المياه إلى مستويات مقلقة واختفى التنوع البيئي تدريجيًا وغادر الأهالي قراهم وقواربهم ومواشيهم إلى مصير مجهول في هجرة عكسية فرضها الجفاف والعطش وتراجع الدعم الحكومي.المشهد مؤلم:أراضٍ كانت قبل سنوات قليلة مغمورة بالماء، أصبحت اليوم أرضًا متشققة تحاصرها الرمال.
طيور نادرة هجرت مواطنها والأسماك نفقت والأسر التي كانت تعيش على صيد السمك وتربية الجواميس لم تعد تجد ما يسد رمقها.الخبراء يُحذّرون من فقدان الأهوار مكانتها في قائمة التراث العالمي إذا ما استمر الإهمال وغياب الخطط المستدامة لإدارتها بينما ترتفع أصوات الناشطين والمواطنين بنداءات يائسة أهوار الجنوب… من إرث إنساني إلى ذاكرة تموت عطشًا.