اندلعت مجازر السويداء كما لو كانت مشهداً من فيلم كوابيس بلا مونتاج.. وجاء الدعم من حيث لا تستغرب كثيراً: خميس الخنجر، التاجر بالدم، والساعي دائماً إلى إشعال نار الفتنة كلما خمدت.
الرجل الذي موّل الإرهاب في العراق، ها هو اليوم يموّل القتل نفسه في سوريا، بنفس الأسلوب، وبنفس الخطاب الطائفي المسموم، وبنفس الجملة الفانتازية التي يُحب ترديدها عن “الثوار”.
ويبدو أن خميس الخنجر لا يعاني من “فصام سياسي”، بل من اضطراب أشد فتكاً: “متلازمة الدم المقدّس”، وهو هوس نفسي يصيب بعض الانتهازيين حين يظنون أن ذبح المدنيين هو طريق مختصر للسلطة، وأن “السكاكين” أسرع من صناديق الاقتراع.
ويواصل هذا “الداعشيّ المؤجَّل” تمثيليته المفضوحة من بغداد إلى السويداء، متنقلاً بين منصات الخطابة وصفقات الدمار، مرتدياً قناع “السياسي السنّي التوافقي”، بينما هو في الحقيقة مُصمّم خرائط الخراب الطائفي، ومموّل رئيسي لكل شبحٍ يحمل سكّينًا في الظلام.
ومن المفارقات السوداء أن خميس الخنجر الذي عاد إلى العراق بـ”واسطة” من عزة الشابندر، مقابل صفقات وعقود من حكومة وقتها، لم يعد رجلاً تغير أو تاب، بل هو نفسه الذي حرّض على ذبح الموصل والرمادي وصلاح الدين تحت شعار “ثوار العشائر”، ويعيد الآن إنتاج ذات المجزرة في السويداء، لكن بالنسخة السورية من نفس الجنون.
وما يسمى بـ”بدو سوريا” ليسوا إلا واجهة تتخفى خلفها مجموعة تكفيرية تُعيد سيناريو 2014 بلغة مختلفة، ومن يروّج لهم ليس سوى عرّاب الخراب.
والمُدهش أن كلاهما أي الخنجر والشابندر، يدعمان الـ “المنظومة التشبيحية الجديدة” في سوريا,