مع بداية العام الدراسي الجديد … الأهالي يطالبون ببيئة مدرسية تليق بأبنائهم من ذوي الهمم .
تقرير / طيبة الموسوي
يشكل الاهتمام بذوي الهمم خطوة إيجابية من قبل الجهات المعنية، لما له من أهمية في توفير بيئة مناسبة لهم، ويأتي التعليم في مقدمة هذه الاهتمامات، كونه البذرة الأساسية لبناء الإنسان والمجتمع. ومن خلال التعليم يمكن غرس قيم التسامح والاحترام ونبذ التنمر، بما يضمن نشأة جيل أكثر وعياً وقبولاً للآخرين.
ويرى الأهالي أن من واجب الدولة توفير مدارس تحتضن أبناءهم من ذوي الهمم، إلى جانب إدراج دروس توعوية لأقرانهم، تعزز ثقافة التعايش والاحترام المتبادل، وتحد من ظاهرة التنمر التي تترك آثاراً سلبية على مستقبل أبنائهم وتعيق اندماجهم في المجتمع.
في هذا الإطار، تم طرح سؤال على مجموعة من أهالي ذوي الهمم: ما الذي تتمنونه من وزارة التربية أن تقدمه لأطفالكم؟ وما هي الدروس التي تحبون أن تكون ضمن المناهج الدراسية لضمان بيئة مدرسية آمنة خالية من التنمر وتعزز احترام وقبول الآخرين لهم؟
تقول والدة الطفلة رحمة، عديمة الأطراف:
أتمنى من وزارة التربية أن تهتم أكثر بدمج الأطفال من ذوي الهمم بشكل صحيح داخل المدارس، وأن تضيف للمناهج مواداً أو دروساً عن احترام الاختلاف وقبولهم من قبل الآخرين، مع توعية الطلاب بخطورة التنمر وآثاره. كما أرجو أن يكون هناك دعم نفسي واجتماعي للطلبة والأهالي، وتدريب للمعلمين على كيفية التعامل مع هذه الفئة بروح إنسانية وتربوية. فالبيئة المدرسية يجب أن تكون مكاناً آمناً يشعر فيه الطفل أنه مثل أي طفل طبيعي، لا مكاناً يخاف فيه أو يُجرَح بكلمة أو تصرف غير صحيح .
أما والدة الطفلة الكفيفة مريم فتقول:
أتمنى أن تُضاف في المناهج قصص ومواقف واقعية تعزز قيمة البصيرة الداخلية والقدرات التي يمتلكها الإنسان بعيداً عن بصره، ليعرف الطلاب أن الكفيف ليس عاجزاً عن الإبداع والتفوق. كما نحتاج إلى أدوات تعليمية مهيأة، مثل الكتب بطريقة برايل والأجهزة الصوتية التي تساعد في فهم وحفظ الدروس، ليشعر أبناؤنا أنهم متساوون مع زملائهم. والأهم من ذلك زرع ثقافة الاحترام في نفوس الطلاب، حتى لا تكون ابنتي محاطة بنظرات شفقة أو تنمر، بل بدعم وتشجيع .
من جانبه، قال والد الطفل أحمد، الذي يستخدم الكرسي المتحرك منذ خمس سنوات وترك الدراسة بسبب التنمر:
أتمنى من وزارة التربية أن تركز المناهج على مفهوم أن القوة ليست في الجسد فقط، وإنما في الإرادة والعقل والإبداع. يجب أن يفهم الطلبة أن الكرسي المتحرك مجرد وسيلة للتنقل، وليس عيباً أو نقصاً. كما نحتاج إلى بنية تحتية مدرسية داعمة، مثل المصاعد والمنحدرات، لأنها تخفف من مشاعر العزلة وتسمح لأبنائنا بالمشاركة في النشاطات المدرسية. هذه التسهيلات ستنعكس إيجابياً على نفسيتهم، وتزيد من تقبل المجتمع لهم، وتشجعهم على مواصلة الدراسة وتحقيق أهدافهم في الحياة .
و يقول مختصين في علم النفس : إن دمج ذوي الهمم وتلبية احتياجاتهم في المدارس ليس بالأمر الصعب، بل هو خطوة أساسية لبناء جيل واعٍ في مجتمع محب وداعم لهم ، وعندما تكون المدرسة هي الحاضن الأول والداعم الحقيقي لهؤلاء الأطفال فإنهم سيشعرون بالراحة والأمان، وينمون بالشكل السليم، ويصبحون أكثر ثقة وسعادة، قادرين على الإبداع والمشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة، بما ينعكس إيجابياً على المجتمع ككل.
مع بداية العام الدراسي الجديد … الأهالي يطالبون ببيئة مدرسية تليق بأبنائهم من ذوي الهمم .
