لحظة من فضلك الشاعر ناظم رشيد السعدي يكتب ،،

حسين صادق13 سبتمبر 2025آخر تحديث :
لحظة من فضلك الشاعر ناظم رشيد السعدي يكتب ،،

لحظة من فضلك الشاعر ناظم رشيد السعدي يكتب ،،

في الصفِّ الأولِ الابتدائي
قالتْ لنا المعلِّمة:
«ردِّدوا معي:
قُلْ جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطلُ»
وبقيتُ أُردِّدُ بعدها
حتّى شابَ رأسي،
وما زالَ الباطلُ هو المنتصِر
والحقُّ هو الزاهق،
ومعلِّمتي ماتتْ في الغُربة.

* حين يُصبح “الحق” حلمًا مؤجلًا…
في بضعة أسطر، يرسم الشاعر ناظم رشيد السعدي لوحة موجعة للخذلان المتكرر، حين يتحوّل “الحق” من يقين تربينا عليه، إلى حلم بعيد المنال في واقع مشوَّه.

يبدأ النص من *لحظة البراءة، الصف الأول الابتدائي، حيث كانت المعلّمة تُلقنهم الآية القرآنية:
“قُل جاء الحقُّ وزهق الباطلُ”
وهي لحظة مليئة بالإيمان المطلق بأن الحق سينتصر دائمًا، هكذا تعلمنا، وهكذا أردنا أن نعيش.
لكن، ما بين الطفولة وشيبة الرأس، مرّت خسارات كثيرة، جعلت الشاعر يصرخ بمرارة:
“وما زال الباطل هو المنتصر، والحق هو الزاهق”
انقلاب قيميّ صادم، يختصر حجم اليأس والخذلان، ليس فقط على مستوى شخصي، بل في الوعي الجمعي، حيث يتراكم الظلم وتتراجع العدالة.
ومع أن الخاتمة تبدو حزينة:
“ومعلمتي ماتت في الغربة”
فهي أيضًا رمز لفقدان المعنى، وضياع الحلم الذي غرسه المربون الأوائل فينا.

رسالة النص:
– ليس شكًا بالحق، بل صرخة ضد التواطؤ مع الباطل.
– ليس دعوة لليأس، بل لمراجعة الضمير الجمعي.
– هو حنينٌ لما يجب أن يكون، وغضبٌ مما صار عليه الواقع.

إنها قصيدة صغيرة بالحجم، لكنها ثقيلة بالدلالات، تضعنا أمام مرآة الذات والمجتمع، وتسألنا:
كم من المعلمين ماتوا وهم يردّدون الحق؟
وكم من الأجيال ستبقى تردده، دون أن تراه يتحقق؟

نص كهذا يليق أن يُدرّس في قاعات الوعي… لا في دروس المحفوظات فقط.
د.عزيز جبر/ بغداد

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق