لحظة من فضلك،،

حسين صادق31 أغسطس 2025آخر تحديث :
لحظة من فضلك،،

لحظة من فضلك،،

الشاعر والأديب ناظم رشيد السعدي بين كل خريف وخريف يؤرق ربيعا من الامل..

.القصيدة

 

الخريف قادم

هكذا قال لي العصفور

وهو يجمع الأعواد لعشهِ الشتوي

ومعهُ ودَّعتُ اخضرارَ الأشجارِ القريبةَ من شُبّاكي.

لم يُؤلمني صوتُ القطار

المارُّ بطرف الغابةِ هذه الليلة

كما في كلِّ ليلة.

لأني حين رأيتُ حزنَك المرسومَ

على خارطةِ جبينك

أدركتُ أنَّ كلَّ الوداع بلا معنى

إلّا وداعَك لنفسِك

التي تركتَها على سكةِ الدهشةِ

وانتظارِ اللاشيء

كما أعرف أن كلماتي

التي تُبحرُ بك بعيدًا،

لا تنتشلك من هولِ خذلانِ أشرعتك

لكننا نقاومُ معًا

فنَهزم ظلَّ القاراتِ المترامية

ببحثِنا عن الشمس.

 

الشاعر والأديب ناظم رشيد السعدي… بين كل خريف وخريف يؤرّق ربيعاً من الأمل..

 

في قصيدته المرهفة، يلامس ناظم رشيد السعدي ذلك الخط الرفيع بين الانكسار والمقاومة، بين وداع الخضرة وبزوغ اليأس، وبين الإيمان الخافت بربيعٍ لا يموت.

 

يبدأ النص بإشارة بسيطة لكنها عميقة: “الخريف قادم”، جملة قالها العصفور وهو يستعد للشتاء، كأنها إنذار وجودي لا فصلي فقط. ومعها، يودّع الشاعر اخضرار الأشجار، صورة لذهاب الحياة وذبول الأمل. لكن رغم هذا الذبول، هناك صوت داخلي لا يزال *”لا يُؤلم”، وصوت القطار لا يوقظ الحزن كما في السابق، لأن حزناً أكبر قد احتل مساحة الوجدان: *وداع الإنسان لذاته*، لا لشخص أو لمكان.

 

الشاعر يختزل في كلماته معنى الخذلان الذاتي، والشتات الداخلي، حيث يترك الإنسان نفسه على “سكة الدهشة”، في انتظار شيء لا يأتي. رغم هذا، لا يتخلى عن اللغة كمقاومة، الكلمات تبحر لكنها لا تنقذ، لكنها تشارك الوجع، وتؤنس الرحلة.

 

وفي نهاية القصيدة، يربط الشاعر بينه وبين المخاطَب بصيغة *”نقاوم معًا”، فيها معنى المشاركة في المعاناة، والبحث المستمر عن شمسٍ ،ربما لا تُرى، لكنها تُرتجى. إنها قصيدة عن الإنسان في مواجهة فقدان المعنى، لكنها في جوهرها تمسك بخيط أمل… أن لا شيء يُهزم بالكامل ما دام الوعي قائماً والبحث مستمراً.

 

ناظم رشيد السعدي، يواصل عبر نصوصه الشعرية نسج خطاب وجودي عاطفي، يُقرب اللغة من ا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق