علاء وردي
صدر عن دار النشر الورشة الثقافية الطبعة الأولى المؤلف الأديب ماهر الموسوي ونحن نتساءل هنا : هل للطغاة صناعة ..؟ ام تولد من رحم الواقع المعاش ؟. جمالية كتاب الاديب ماهر الموسوي، وهو يستعرض بنا مراحل سياسية حدثت في زمن بعد 2003، مع أحداث تاريخية كانت لها تأثير في الأمة الإسلامية والفرد في غياهب التأريخ وعمقه الزمني، مع عملية استقراء فني بشكل راقي،إذ يطرح الكثير من النصح والتطلعات التي يتمنى أن تكون في منفعة المواطن، فوجدته يبتدا من (مصير الطغاة) وينتهي في ( علاقات الحب في الجامعة) مركزا على العلاقات الاجتماعية التي تحدث داخل أروقة الجامعة، من علاقة صداقة وزمالة وحب، الكتاب يعالج ويطرح أنواع الحاجات التي تصاحب الإنسان التي تحدث في المجتمع، مع وجود الإرشاد الديني المتمثل (بالنص المقدس) أو (الحديث النبوي) كما يمر الكاتب على علماء الدين الذين أثروا في المجتمع ( ابو جعفر الصدر ) مع ذكر إشارات وقراءة عن الفكر الحسيني، والمحن وتأثيرها في المجتمع، وتعرف المحنة (هي التي تصنع الرجال الأشاوس وتعيد صياغة واقعنا نحو الأفضل) حسب طرح أستاذ ماهر، كما أنه مر على ذكر الحداثة برمتها التنويرية المهمة، الكتاب عبارة عن قراءات أو قل مسح سياسي تاريخي مهم، يستعرض أحداث التأريخ بشكل مميز، ويذكر ملاحمه وإشاراته المهمة، حتى مرة بذكر الجريمة الكبرى وقضية استشهاد الإمام علي ع على يد المجرم المرادي، ومرورا بحديث( كل ضلالة في النار) وعملية إحراق العابثون فسادا وهو على أبواب جهنم خالدين فيها بما احترفوا من تزوير ) الكتاب يحتوي على معالجات إنسانية وفكرية مع نصح وتوضيح من قبل الكاتب، إلا أن ما يعانيه الكتاب تجنيسه وتضمينه من حيث العنوان، فهل هو بحث فكري؟ ام سياسي؟ أو عملية استقراء وتحليل للاحداث التي مرت على المجتمع العراقي؟ ام دراسة تحليلية لبعض الأحداث التي مرت على العراق؟ الكاتب قام بجهد كبير من أجل أن يكون الكتاب واضح المعاني، وهو يشكر على هذا الجهد الكبير، بالإضافة كونه شاعر يبحث عن الصورة الرقيقة وباحث يبحث عن الحدث المؤثر، ومحلل سياسي، مع مروره بالحدث التاريخي واستشهاده بالنصوص المقدسة من آيات الله تعالى، وأحاديث الرسول العظيم، والائمة الأطهار ع، اتمنى للكاتب كل التقدم والنجاح والتألق مع مزيد من الإنجازات الفكرية والأدبية المتنوعة واشد على يده على ما قام به من جهد فني، وطرح مهم لهذا الكتاب أو البحث،كما يحلو لي أن أطلقه، وفقكم الله وبانتظار المزيد من تلك القراءات الأدبية والفكرية الاجتماعية والإقتصادية والسياسية..
