يأتي كتاب *”أفكار على ورق”* للدكتور *عزيز جبر يوسف* كوثيقة أدبية وفكرية تُدوّن ملامح مرحلة ثقافية اجتازت جسر الزمن بين *أصالة الماضي* و*قلق الحاضر*. هذا الكتاب ليس مجرد خواطر أو ملاحظات متناثرة، بل *سجل تأملي عميق* لواقع مرّ به المسرح والثقافة العراقية والعربية، مدعوم بخبرة ميدانية امتدت لعقود من العمل الإبداعي والتعليم والتأليف والإخراج.
الجهد المبذول في هذا الكتاب واضح في تنوّع موضوعاته، وغناها بالمواقف والتجارب الشخصية التي تعكس *نظرة فنان مسرحي مفكر*، لم يتوقف عند خشبة المسرح، بل وثّق ما جرى خلف الكواليس، في القاعات، وفي زوايا الحياة اليومية التي شكلت جوهر الثقافة.
الكتاب يُمثّل *مرحلة تأريخية* صادقة، تتنقّل بين لحظات الحلم والانكسار، بين وهج الفكرة وهمّ الوطن، متناولًا بالنقد والتحليل شخصيات، مواقف، تحولات، ومفاصل ثقافية منسية، ليعيد قراءتها بوعي وحنين لا يخلو من مرارة.
*”أفكار على ورق”* ليس فقط كتاب قراءة، بل كتاب مراجعة وجدانية لكل فنان ومثقف عاش ما عاشه المؤلف، أو يتأمل في السؤال ذاته: *ما الذي تبقى من الفن؟ وما الذي تغيّر في الإنسان؟*
هذا العمل دعوة صريحة لإعادة *ترميم العلاقة بين الثقافة والناس*، بين الكاتب والمجتمع، ويصلح أن يكون مرجعًا للأجيال القادمة التي تريد أن تفهم ليس فقط “ماذا حدث؟”، بل “لماذا؟” و”إلى أين؟”.
*إنه كتاب المرحلة… بأنامل من عاشها.*
*”أفكار على ورق”… قراءة في ذاكرة مثقف ومسرحي عراقي بارز*
*عن كتاب د. عزيز جبر يوسف*
يأتي كتاب *”أفكار على ورق”* للدكتور *عزيز جبر يوسف* كعمل استثنائي في مضمونه وشكله، حيث يجمع بين السيرة الثقافية، والمقال النقدي، والمراجعة التاريخية، ليس فقط لمراحل مرّ بها المسرح العراقي، بل لحقبة كاملة من التحولات السياسية والاجتماعية والفكرية التي أثّرت على هوية الفنان والمثقف في العراق.الامر الذي جعل نقابة الفنانين العراقيين تاخذ على عاتقها طبع الكتاب.
هذا الكتاب هو حصيلة تجربة امتدت لأكثر من أربعة عقود في ميادين الإخراج، التمثيل، التدريس، والبحث، ويبرز فيه المؤلف ليس كفنان فقط، بل كمثقف يحمل رؤية نقدية ملتزمة، ويكتب بلغة لا تخلو من الألم، ولا تفقد بريق الأمل.
*علاقته مع الرواد*
يلتقي القارئ بين سطور الكتاب مع أسماء *لامعة* من رواد المسرح العراقي، مثل: *إبراهيم جلال، سامي عبد الحميد، قاسم محمد، عوني كرومي، يوسف العاني* وآخرين. لكن عزيز جبر لا يكتفي بالتمجيد، بل يقدم *قراءة نقدية نزيهة* لتجاربهم، كاشفًا عن المواقف والحوارات والرؤى التي شكّلت مسار الحركة المسرحية العراقية.
*نقد أكثر من 30 عرضًا مسرحيًا*
يتوقف المؤلف أمام أكثر من ثلاثين عرضًا مسرحيًا محليًا وعربيًا، محللًا بنيتها الجمالية، ومضامينها الفكرية، وطبيعة استجابتها لأسئلة الإنسان والمجتمع. نقده يتّسم بالعمق دون تعقيد، وبالصرامة دون قسوة، حيث يقيم العروض وفق معايير فنية وفكرية، لا انطباعات عابرة.
*رسالة للمستقبل*
الكتاب يعكس أيضًا *قلق الجيل المخضرم* على مصير الثقافة، ويحمل دعوة صريحة إلى الشباب والمبدعين للعودة إلى الجذور، من دون الوقوع في التقليد، وإلى التجريب من دون الانفصال عن الإنسان.
*”أفكار على ورق”* ليس مجرد كتاب، بل وثيقة من فنان كبير، ظلّ يؤمن بأن الفن لا يُنجز إلا *بمحبة، ووعي، وجرأة*.
وهو اليوم، بهذا الكتاب، يقدّم شهادة حيّة لمن يريد أن يفهم *كيف يُكتب تاريخ المسرح من داخل الوسط الفني
روووعاتك