قراءة في قصيدة يوسف الصائغ: بوح جريح بلغة الراهب والجلجلة*  

هيئة التحرير31 يوليو 2025آخر تحديث :
قراءة في قصيدة يوسف الصائغ: بوح جريح بلغة الراهب والجلجلة*  

٩

*بقلم: [عزيزجبرالساعدي]*

 

*”ألا.. أيها الراهب الأبديّ الجريح

أما آن لك أن تستريح

وتدرك أنكَ لست المسيح؟”*

 

بهذا النداء المثقل بالتعب والرؤية، يبدأ الشاعر *يوسف الصائغ* واحدة من قصائده التي تمزج التجربة الإنسانية بروح الرمز الديني، ليصوغ بوحًا داخليًا عميقًا، يتجاوز الإطار الشخصي إلى حالة كونية من الإنهاك والتساؤل.

٠

 

القصيدة ليست خطابًا شعريًا تقليديًا، بل *مناجاة حوارية داخلية، يخاطب فيها الشاعر نفسه أو “راهبًا” متخيلًا يمثل الضمير الجمعي للإنسان المعذّب. في تكرار “لست المسيح”، نفي قاسٍ لوهم الخلاص الفردي، واعتراف أن التضحية في هذا الزمن لم تعد بطولة… بل *مهزلة وجنون*.

 

✦ زمن الجلجلة الجديدة

في قوله:

*”أن اختيارَ الطريق إلى الجلجلة

لم يعد معضلة

لكنه… في زمان كهذا الزمان غدا مهزلة!”

تتحول الجلجلة، رمز الألم المقدس، إلى طريقٍ مبتذل، لا يحمل المعنى الطقسي أو النبيل، بل *فراغًا قاسيًا من المعنى*. إنها صدمة المثقف أو الفنان حين يكتشف أن “الفداء” لا يُقابل بالإجلال، بل بالسخرية والتشكيك.

 

القصيدة تقول ضمنيًا: لم تعد البطولة مستساغة، ولا الألم مُقدّرًا، في زمن يستهلك الرموز ويحوّلها إلى مسرح للفراغ. الراهب الجريح ليس فقط يوسف الصائغ، بل كل من حاول أن يكون صادقًا في زمن الكذب.

 

✦ في الختام

هذه القصيدة ليست مجرد نداء تعب، بل( صفعة شعرية) لكل من لا يزال يعتقد أن الصلب وحده يصنع الخلاص. يوسف الصائغ، بروحه الجريحة، يسأل:

هل يستحق هذا العالم من يُصلب من أجله؟ كم من مسيح صلب ..ولم يتغير العالم..

وللقراء نصيب من الاجابة ايضا دمتم بخير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق