بقلم صفاء الفريجي
عاد ليطلّ علينا ما يُسمّى بـ”مجلس المقاومة”، رغم أننا نعلم أن المقاومة عنوان شريف، لا يُرفع إلا بوجه الاحتلال، ويُحمل فقط من قبل رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن.
لكن للأسف، هذا العنوان النبيل بات يُستغل من بعض المتسلقين، ممن يلهثون خلف المصالح ويُضلّلون الناس بما يناسب أهواءهم.
المقاومة الحقيقية كانت دائمًا ذات “برستيج” من نوع خاص… هيبة تُصنع من دماء الشهداء وصدق الموقف. أما ما نشهده اليوم فهو أقرب لما كانت جدّتي، رحمها الله، تسميه “برابيج”؛ مظاهر فارغة وضجيج بلا فعل، كما لو كانت فقاعة هواء تنتفخ وتنفجر في لحظة.
ما يؤلم فعلًا أن يدخل بعض هؤلاء ساحة السياسة في البصرة بأساليب لا تليق، وكأنهم نسوا أن البصرة أرض رجولة وليست ساحة استعراض.
لا مكان للغة السلاح والتهديد، ولا يجوز استغلال اسم المقاومة الشريف في صراعات لا تمت للوطنية بصلة. هذا الاسم لا يحمله إلا من دافع عنه بجراحه، لا من تسلقه بشعارات.
البصرة اليوم تحتاج إلى تكاتف حقيقي، لا إلى استعراضات ميليشياوية ولا إلى “برابيج
تحية خالصة لمن جسّد معنى المقاومة الحقيقي، وعارٌ على من تستّر خلف اسمها ليُخفي ضعفه أو يُمرر أجنداته.
نؤمن أن العدل سيأخذ مجراه، وأن القانون سيُوقف كل من تجرأ على العبث بأمن الناس. دعوا السياسة لأهلها، ولا تورّطوا البصرة في معارككم الصغيرة.
كفى استغلالًا للعناوين النبيلة، ودعوا اسم المقاومة يبقى ناصعًا، كما أراده شهداؤها، لا كما شوّهته وجوه البرستيج المُزيّف و”البرابيج …..