فهل تأتين؟

هيئة التحرير26 يوليو 2025آخر تحديث :
فهل تأتين؟

 

قصيدة وتعليق،،

بقلم د.عزيز جبر الساعدي.

فهل تأتين؟

أم أبقى أرسم وجهكِ

على هامش الوقت

بلا موعدٍ… أو رجاء؟

 

كلّما همسَ الغيابُ باسمكِ

عاد قلبي طفلاً يبحث عنكِ

بين زوايا الصمت،

وفي صدى الأغاني القديمة

 

وكلّما غفت المدنُ

استيقظت في عينيّ صورتكِ

تسيرين نحوي بخفة الندى

وحنينك يسبقكِ كعطرٍ لا يُخطئ الطريق

أخبّئكِ في التفاصيل الصغيرة

في كوب قهوتي

في ارتباك صباحاتي

وفي المساء حين يطول الانتظار

 

وإن مرّت الأعوام

سأظل على ذات الرصيف

ألوّح لكِ

كلما مرّ طيف يشبهكِ

فأنتِ…

القصيدة التي لم تكتمل

والحلم الذي لا يُريد أن يصحو

 

قصيدة الشاعر ناظم رشيد تنضحُ بالحنين المُضاعف، الذي يمتزج فيه صوت الحبيبة بصوت الوطن، حتى يصعب الفصل بينهما. فكلما نادى الغياب، ارتدّ القلب إلى لحظة البدء، إلى ذاكرة العاطفة الأولى، حيث الوجع لا يزال دافئاً، والانتظار لا يزال ممتلئاً بالأمل.

 

يُجسّد الشاعر فكرة التعلّق العاطفي عبر استحضار التفاصيل الصغيرة، تلك التي تُشكّل الحياة: كوب القهوة، ارتباك الصباح، الندى، الأغاني القديمة… هي لغة المحبين، لكنها في ذات الوقت لغة منفى داخلي، تتردد أصداؤه في روح شاعرٍ مغتربٍ حتى داخل حنينه.

 

القصيدة هنا ليست عن حب امرأة فقط، بل عن حالة وطنية كامنة، عن حلم لا يريد أن يصحو، عن انتماء لا يذبل رغم المسافة. فالحبيبة قد تكون بغداد، أو ميسان، أو امرأة تسكن ذاكرة المدينة، لكن في كل الأحوال… هي “القصيدة التي لم تكتمل”، كما الوطن الذي لم يُعطِ بعدُ وعده الكامل.

 

إنها نصّ يحمل جماليات الشعر العاطفي العميق، ويكشف هشاشة القلب عندما يُحاصر بال٩غربة والانتظار.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • ناظم رشيد
    ناظم رشيد 26 يوليو 2025 - 3:03

    كل التقدير والاحترام لسمو اهتمامك ورؤيتك الناصعه للنص دكتور
    محبة تليق بروحك
    ناظم الساعدي

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق