غير مستعدين لاي شيء !
د. حسن جمعة
كل يوم تنهال علينا الاخبار كالمطر وكأننا في احدى غابات افريقيا الماطرة وكل خبر يحمل معه تشنجات لاحصر لها تجعلنا نخوض في غياهب التفكيرمع غياب كامل للنفير او على الاقل لتحضير مانحتاجه للرد !.. ماذا ان تعرضنا للحرب او لهجمة او للقصف ؟ وما هي اسلحتنا للرد او التصدي او حتى الوقوف بندية ونعرف جيدا ان حروب اليوم ليست كحروب الامس دون جيوش وتحشدات واسلحة تقليدية حتى المدافع لاتنفع معها بل هي بحكم عصا الراعي وما هي استعدادات منظوماتنا الجوية التي على الاقل سترد برشقات خجولة تحاول بها الاعلان عن وجودها رغم اننا نحاول تجاهل الحرب والذهاب للحل السياسي والدبلوماسي لكن هنالك من يحاول ان يؤجج ويفتل بعضلاته وكل يوم يطل علينا احدهم يقول نحن مستعدون للحرب وسنهزمهم شر هزيمة ولايدري ان التكنلوجيا تضحك على عقله الخرف ومخازننا خاوية الا من بنادق الكلاشنكوف وبعض الاسلحة البسيطة !! وهل ستاتي الجيوش الامريكية لقتالنا بالسيوف مثلا او بالنبال؟ فهي تضربنا من بعد اميال والاف الكيلو مترات ولانرى الا وميض الصاروخ ومن ثم الخراب الكبير فهي ستبدأ بضرب الموانئ اولا لايقاف تصدير البترول وتضرب مراكز تجهيز الكهرباء وبعض الجسور لنرى انفسنا نعود مجبرين الى زمن الجاهلية وسيزدهر سوق الحمير وسنعود الى الفانوس الليلي لنسهر على دخانه بخيبة مؤلمة وسيتم فرض حصار اقتصادي علينا وسيكون طحين نواة التمر خبزنا وخبر صاج (الجولة) هو رغيفنا فهذا هو شكل الحرب او شيء بسيط منها .
سادتي.. قادتي .. من تكفلتم بقيادة العراق حاولوا ان تبعدوا البلد عن هذا الشبح الغامض وان تتنازلوا عسى ان يتحسن وضع العراق ويزدهر في ظلكم فما للحروب سوى الخراب والدمار والتخلف وهذا مجرد رأي!.