بقلم : ثامر الشمري
زار رئيس الجمهورية اللبناني جوزيف عون بغداد والتقى برئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في لقاء حمل أهمية سياسية واقتصادية في ظل غياب عون عن قمة بغداد الأخيرة التي شارك فيها لبنان بتمثيل حكومي فقط.
دعم اقتصادي ومواقف سياسية واضحة
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن العراق قدم دعمًا ماليًا مبدئيًا بقيمة 20 مليون دولار لإعمار لبنان، مع استعداد بغداد للعمل على آليات تنفيذية لتعزيز هذا الدعم. كما أعلن السوداني عن فتح مجالات التعاون في الطاقة والاتصالات والتبادل التجاري، مشيرًا إلى أن العراق يرفض كل أشكال الاعتداءات على لبنان وسوريا وغزّة، ويطالب المجتمع الدولي بتطبيق قراراته الدولية، خصوصًا القرار 1701.
من جانبه، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي تخدم مصالح الشعبين.
بين الطموح والتحديات
زيارة عون إلى بغداد تمثل خطوة استراتيجية تعكس رغبة لبنان في تعزيز دوره العربي، رغم الأزمات الداخلية المعقدة التي يواجهها. وفي الوقت نفسه، يطمح العراق إلى ترسيخ دوره الإقليمي كداعم للاستقرار والتكامل العربي بعيدًا عن الصراعات الإقليمية.
غير أن التحدي الأكبر يبقى في قدرة الطرفين على تحويل هذه اللقاءات السياسية إلى خطوات عملية على الأرض، قادرة على مواجهة الضغوط الاقتصادية والأمنية، وتحقيق تعاون مستدام يخدم تطلعات البلدين وشعبيهما