على قدر أهل العزم
هادي جلو مرعي
تكمن خطورة التسميات في معانيها
وحين نسأل عن العزم فهو وصف كبير للذين يتحملون المشاق والمعاناة ويواجهون تحديات لايطيقها البشر جميعهم، ولذلك قال تعالى لرسوله الكريم صلوات الله عليه وآله وأصحابه:
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل.
ولقد أطلق وصف أهل العزم على الرسل لأن لديهم همة عالية وقوة تحمل وصبر، ولعل مامر به أنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى والرسول الخاتم صور ماثلة على نوع التحدي والمواجهة والرغبة في المواصلة حتى الوصول الى الغايات السامية فقد أنكر عليهم قومهم تكليفهم بالرسالة وطعنوا بهم ومنعوهم من التبليغ وهجروهم من أوطانهم ونكلوا بهم وشتموهم وجعلوهم غرضا للإفتراء والإتهامات بالسحر والشعوذة والكذب وفرقوا بينهم وبين أهليهم حتى مكنهم الله على قاعدة ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون..
في السياسة تحديات وتحولات ومواقف يتم تبنيها وقرارات تتخذ في ميادين مختلفة تتصل بحياة الناس ومعاناتهم، وقد يضطر السياسي ليتبنى مواقف إجتماعية، وأخرى إقتصادية، وقد يسجن، وقد يمنع، وقد يتعرض للتنكيل والتهميش والمنع من القيام بأدوار سياسية وحتى المشاركة في الإنتخابات والفعاليات التي تقام من حين الى آخر.
نرى الشعارات التي ترفع من بعض القوى السياسية، وفي معظمها تخضع لإختبار الجمهور الذي راقب المشهد العام طوال عقدين من الزمن دون أن يتلمس منجزا كبيرا يرفع من طاقته الإيجابية، ويمنع عنه اليأس، وربما كانت بعض التحولات المهمة في مجالات عدة قد حصلت مؤخرا مع تنامي الجهد الحكومي في معالجة الأزمات المختلفة، وتلبية المطالب الجمعية للمواطنين العاديين.. وهناك قوى سياسية تعمل على تكريس جهد تحقيق مطالب نوعية في هذا الإتجاه، مع بقاء عديد المحافظات تعاني من قلة الموارد والمشاريع الخدمية فيها، أو إنجاز مالم ينجز.
هناك إستحقاق إنتخابي مقبل وقريب للغاية ينبغي عدم التفريط به، والكف عن تقديم الدعم لقوى فشلت، وكرست مجدا شخصيا لبعض الزعامات والعمل على إنتخاب قوى جديدة وشخصيات تستطيع تحويل الحلم الى حقيقة، وتوفر مايمكن من دعم للشرائح المتضررة التي تعاني، ولاتحصل على ماتستحق من حقوق في مجال الخدمات والكرامة الإنسانية والظروف الملائمة للعيش الآمن والكريم…