عدد اللايكات والاعجابات بين القيمة الحقيقية والشهرة السطحية الفارغة

هيئة التحرير15 يوليو 2025آخر تحديث :
عدد اللايكات والاعجابات بين القيمة الحقيقية والشهرة السطحية الفارغة
عدد اللايكات والاعجابات بين القيمة الحقيقية والشهرة السطحية الفارغة

بقلم المستشار القانوني والاعلامي سالم حواس الساعدي

تخصص دقيق عمليات نفسية رؤية قانونية تجمع بين علم النفس، والقانون، والأخلاق، والمنهج العلمي توضح بعمق أن : عدد اللايكات أو الإعجابات ليس معيارًا حقيقيًا لنجاح الشخصية أو علميتها، ويعالج المفارقة بين الشهرة السطحية ، والقيمة الحقيقية للعلم والمعرفة، مع أمثلة واضحة ومقارنة من الواقع الرقمي اليوم:⸻هل عدد اللايكات دليل على النجاح العلمي؟ رؤية نفسية وقانونية وأخلاقية :مقدمة:في عصر تغوّل التكنولوجيا، أصبح معيار “اللايك” و”عدد المشاهدات” يُروَّج له كدليل على النجاح أو القيمة، حتى في مجالات علمية ومعرفية وأكاديمية.ولكن هل هذه المقاييس الرقمية تعكس حقًا قيمة المحتوى أو مكانة الشخص؟

وهل يمكن اعتبار اللايكات بديلاً عن أدوات القياس العلمي الموضوعي ، كالاستبيان والاختبار ، والتحكيم الأكاديمي؟

⸻أولًا: التحليل النفسي لمفهوم اللايك والشهرة: علم النفس يوضح أن التفاعل على وسائل التواصل (اللايك، المشاركة، التعليق) غالبًا ما يكون نابعًا من: 1. التحفيز الفوري والسهل: الناس يتفاعلون مع ما يُثير العاطفة، الضحك، الدهشة، أو الجاذبية البصرية، وليس بالضرورة مع العمق أو التحليل. 2. الانحياز المعرفي (Cognitive Bias): تميل العقول إلى متابعة المشهور، لا الأجدر. 3. الإشباع اللحظي: المجتمع المعاصر يبحث عن ما يُرضي بسرعة، لا ما يُعمق الفهم أو يتحدى الفكر.

⸻ثانيًا: المفارقة الرقمية : • فيديو من حفل غنائي للمغنية جنيفر لوبيز يحصل على 30 مليون مشاهدة خلال أيام. • في المقابل، محاضرة لخبير في الجينات أو الذكاء الاصطناعي او خبير او مستشار او عالم نووي لا تتجاوز ألف مشاهدة او اقل من ذلك بكثير !!هل هذا يعني أن لوبيز ونظائرها من التفاهات أعظم من هؤلاء الخبراء والعلماء في هذا العالم؟ الجواب طبعًا لا.بل هذا يؤكد أن آلية الشهرة الرقمية تخضع لمعايير مختلفة عن القيمة العلمية، فهي تُبنى على: • الترفيه، • الشهرة المُسبقة، • شكل الشخص، •

خوارزميات المنصات.

⸻ثالثًا: الرؤية القانونية والأكاديمية : 1. لا يجوز قانونًا اعتماد عدد اللايكات كأداة بحث: • في الدراسات العليا والبحوث العلمية، لا يُعتمد اللايك كمصدر موثوق أو مقياس. • الأداة العلمية المعتبرة هي: الاستبانة، التجربة، الملاحظة، التحليل الإحصائي ، تحليل محتوى موضوعي او كمي الخ الادوات العلمية . 2. من الناحية القانونية والإعلامية: • لا يمكن اتخاذ عدد المتابعين أو اللايكات مبررًا للحصول على منصب علمي أو تمويل بحثي. • قد تكون هذه الأرقام مضلِّلة أو مزيفة (بسبب الروبوتات، الحملات، الإعلانات).

⸻رابعًا: البُعد الأخلاقي والمعرفي : • ربط النجاح بعدد اللايكات يُهين العلم والأخلاق، لماذا ؟ لأنه يحوّل المعرفة إلى “منتَج استهلاكي” بدلاً من “رسالة تنويرية”. • كما أن المحتوى التافه قد ينال ملايين اللايكات، بينما كلمة حق أو بحث عميق قد لا يلقى تفاعلًا إلا من خاصّة العقول.

⸻خامسًا: هل المشكلة في المجتمع أم في المقياس؟الحقيقة أن المشكلة ليست فقط في المجتمع، بل أيضًا في: • خوارزميات المنصات التي تدفع بالمحتوى “الرائج” وليس “القيّم”. والعلمي . • غياب التثقيف الرقمي الذي يُعلّم الناس كيف يميّزون بين الشهرة الحقيقية والقيمة الحقيقية. • التحول في الذوق العام نحو السرعة والانفعال أكثر من الفهم والتحليل.

⸻خاتمة:عدد اللايكات ليس مقياساً للنجاح أو العلم أو التأثير الحقيقي، بل أحيانًا يكون مرآةً لانحدار الذوق العام والتخلف والهمجية أو تحكّم الخوارزميات.

أما الباحث أو العالم أو المفكر، فمجده الحقيقي يُقاس بما يخلّفه من أثر، لا بما يجمعه من رقم.نعم لا بما يجمعه من رقم !!وإن كانت جنيفر لوبيز تحصد ملايين الإعجابات، فهناك علماء ماتوا وهم مجهولون، ثم غيّر فكرهم مجرى العالم والتاريخ .⸻

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق