صرخة في الوحل: قراءة رمزية في لوحة مؤيد محسن

حسين صادق27 أغسطس 2025آخر تحديث :
صرخة في الوحل: قراءة رمزية في لوحة مؤيد محسن

الفنان التشكيلي
مؤيد محسن
فنان يُجسّد في لوحاته تاريخًا وحاضرًا، ألمًا وأملًا. من خلال رموزه وألوانه، يُعيد تشكيل الواقع، ويُحفّزنا على رؤية العالم من زوايا جديدة.


وجهة نظر في تحليل للوحة الفنان التشكيلي مؤيد محسن
بقلم،،د.عزيز جبر الساعدي
الصراخ ورفع الإصبع: تعبير عن الرفض، المقاومة، وربما التوسل إلى العدالة الغائبة أو الله أو ضمير الإنسانية.
– سكة الحديد المعوجة: فشل المشاريع الكبرى، انحراف التاريخ عن مساره، انهيار الحلم القومي أو الوطني.
– الوحل: الماضي العالق، التاريخ الثقيل، الحروب، الخوف، البيئة السياسية والاجتماعية الطاردة للكرامة.
– الرجل المُنهار: صورة صادمة لفقدان الأمل، وربما تمثل “الأنا” الأخرى، الجانب الذي استسلم.

الفنان مؤيد محسن لا يرسم مشهدًا تشاؤميًا فقط، بل يُطلق صرخة بصرية. يدعونا للتأمل في الإنسان المقهور الذي ما زال يرفع إصبعه، كأن صوته آخر ما يمكن أن ينجو من الغرق.
إنها لوحة مقاومة للخذلان، تخلّد لحظة الحقيقة حين لا يتبقى للإنسان سوى الرفض، والتمسك بالكرامة رغم الغرق.
هذه اللوحة واحدة من أبرز تعبيرات الفن الاحتجاجي الرمزي، الذي يحوّل الألم الإنساني إلى صرخة فنية، تضع المتلقي وجهًا لوجه أمام المأساة، لكن دون أن تفقد الأمل تمامًا.
هي تراجيديا بصرية عن وطن غارق وأرواح لا تزال تقاوم ،لوحة الفنان التشكيلي (مؤيد محسن) تمثل سردًا بصريًا مكثفًا لأزمة وجودية وإنسانية عميقة، تُحاكي الواقع العراقي والعربي المأزوم، وتنبض بمشاعر الانكسار والصراخ الصامت داخل صخب التاريخ ومأساويته.

التحليل البصري:
1. الشخصيات:
– الواجهة الأمامية: رجل يخرج من الأرض/الوحل بصعوبة، غارق حتى خصره، يصرخ أو يئن، ويرفع إصبعه إلى السماء كما لو أنه يطلب النجدة، أو يُشهِد العالم على ما يجري. يدُه الأخرى تحاول التمسك بالأرض وكأنها آخر طوق نجاة.
– الخلفية اليسرى: شخص آخر يبدو مستسلماً، مستلقياً، منهارًا أو ربما ميتًا.. في وضعية فقد الأمل أو اليأس المطلق.

2. الأرض والطريق:
– الأرض أشبه بـ مستنقع متحرك، يبتلع الأجساد بلا رحمة.
– إلى اليمين، سكة حديد مقطوعة أو ملتوية، ترمز لمسار الحياة أو الدولة أو الزمن، لكنها لا تؤدي إلى أي مكان معلوم، مجرد التواء في المجهول، كأن الطريق نفسه مكسور أو خادع.
3. الأجواء:
– الألوان داكنة، متخمة بالوحل، الغيوم، الطين والضباب.
– الطيور البيض في السماء توحي بـ”الروح” أو بـ”الحرية البعيدة”، تحلّق حيث لا يستطيع هؤلاء البسطاء الوصول.
– البرق في الخلفية يشير إلى العنف أو الصراع أو خطر داهم.
الرمزية والتأويل:

– الرجل الغارق في الوحل: يمثل الإنسان العراقي أو العربي، المكافح في واقع مأزوم، يصارع القوى التي تشده إلى الأسفل: الفساد، الفقر، الحروب، فقدان العدالة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق