بقلم: صفاء الفريجي
يتطلع الملايين من أبناء الشعب العراقي إلى إزالة الشخصيات الفاسدة والمنحرفة إداريًا وماليًا، أولئك الذين باعوا الوطن واستثمروا مواقعهم لخدمة أسيادهم وتنفيذ مغانم سياسية في عموم البلاد.
لست بصدد الهجوم على الجميع، كلا، فهناك شخصيات وطنية أثبتت وجودها، وتركت بصمة في مواقعها، عملت بإخلاص رغم التحديات. ومع ذلك، أقول: الوطن لأهله، والبصرة لأبنائها، اجتماعيًا وسياسيًا، فهي مدينة عريقة تحمل من المعاني ما لا يحتاج إلى قلم صفاء الفريجي لتوصيفه.
لكن ما يسرّني فعلًا هو ما أسمعه عن استبعاد أولئك الذين يشبهون الجرذان والفئران، ممن كان دورهم تمامًا كدور القوارض في الظلام، ينهشون بهدوء دون أن يشعر بهم أحد.
كنا صغارًا، نفرح بصوت البائع المتجول وهو يجوب الأزقة مناديًا بصوته المعروف: سم الفار… سم الجريذي. كنا ننتظر قدومه بلهفة، كأنه يحمل لنا دواءً سحريًا يقضي على كل ما يقلقنا في البيوت.
واليوم، يحدوني الأمل ذاته، أن نجد ذلك الدواء الشافي، لنطهر البلاد من قوارض السياسة، ممن أكلوا خيرات الوطن، وسرقوا أمنه واستقراره، ليعود العراق إلى أهله، بلا فئران… ولا جرذان …