زيارة الإمام الحسين.. رحلة عشق وخدمة عراقية لا تُضاهى

هيئة التحرير14 أغسطس 2025آخر تحديث :
زيارة الإمام الحسين.. رحلة عشق وخدمة عراقية لا تُضاهى

 

سلام سالم رسن

في كل عام يشهد العراق واحدة من أعظم وأضخم التجمّعات الإنسانية في العالم حيث تتجه أنظار الملايين إلى مدينة كربلاء المقدسة حيث يرقد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، سبط النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ومثال البطولة والتضحية.

زوار من مختلف القارات ومن شتى الأعراق واللغات والمذاهب يشدّون الرحال نحو كربلاء قاطعين مئات بل آلاف الكيلومترات سيرًا على الأقدام لا تحركهم سوى المحبةولا يربطهم سوى الولاء لقضية خالدة نطقت بها كربلاء قبل أكثر من 1400 عام: “هيهات منا الذلة”.

الخدمة.. شرف يتسابق إليه العراقيون

وإن كانت الزيارة حدثًا روحانيًا عظيمًا فإن ما يقدّمه العراقيون من خدمة لزوار الإمام الحسين لا يقل عظمة وجلالًا. على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء تنتشر المواكب الحسينية وهي مواكب شعبية يقيمها أهالي القرى والمدن العراقية من مختلف المحافظات.

هنا ترى موكبًا يوزع الطعام وهناك آخر يقدّم الشاي والماء وثالث يوفّر مكانًا للنوم والراحة ورابع يفتح عيادة متنقلة للعلاج المجاني.
لا أحد يسأل من أين أتيت أو ما لغتك أو ما عقيدتك. الكل سواسية في حضرة الحسين والكل ضيف كريم يُقدّم له كل ما يمكن – وأكثر.

خدمة بلا مقابل.. بل بامتنان

الغريب في هذه المشاهد التي تذهل كل من يراها للمرة الأولى أن العراقيين لا يرون في ما يفعلونه تكلفًا أو عبئًا بل يعتبرونه شرفًا وسعادة بل ويتنافسون في خدمة الزائرين بعضهم يقبّل أقدام الزائرين تواضعًا وآخرون يتوسّلون أن يُؤذن لهم بخدمتهم.

إنها ثقافة فريدة نابعة من حب عميق لجذور هذه النهضة الحسينية التي أعادت للإنسان كرامته وجعلت من قيم العدل والحق والحرية منارات لا تغيب.

كربلاء.. حيث تلتقي الأرواح

زيارة الإمام الحسين ليست مجرد طقس ديني إنها حالة إنسانية عالمية ومشهد وحدوي نادر تذوب فيه الحدود وتتعانق فيه الأرواح تحت راية واحدة هي راية “الحسين يجمعنا”.

هكذا يكتب العراقيون صفحة ناصعة في كتاب الكرم والشهامة ويثبتون عامًا بعد عام أن الحسين ليس فقط رمزًا للتضحية بل نهرًا لا ينضب من المحبة والإنسانية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق