زليخة العصر

هيئة التحرير5 أغسطس 2025آخر تحديث :
زليخة العصر

 

بقلم: الدكتور بسام عبدالله الهذال

في زمنٍ اختلطت فيه الأصوات بالعناوين، وغرّد فيه الباطل على نغمة الضحية، ظهرت زليخة جديدة، لا تحمل سكينًا، ولا تراود أحدًا عن نفسه، بل تروّج حكاية صنعتها بيدها ثم لبست ثوب المظلومية.

لم تعد القضايا تُبنى على حقائق، بل على عواطفٍ سريعة الاشتعال، تُلهبها صورة، أو تصريح، أو دموعٌ مرسومة بدقة. وفي مشهد عبثي، يصبح التلميحُ أقوى من البرهان، والإشارةُ أبلغ من التحقيق، وتُلقى التهم على من لا صوت لهم، سوى صمت الحكمة.

زليخة العصر، حين صرخت “اتُهِكت كرامتي”، لم يُسأل: من؟ كيف؟ ولماذا؟ بل اندفعت جموعٌ تهتف وتتهم، دون أن تملك من الحقيقة سوى عنوانٍ مثير.

لكن في كل قصة، ثمة من يُراد له أن يدفع الثمن. يُحمَّل المسؤولية دون أن يُستدعى. يُجرَّم دون محكمة. ويُدانُ في محكمة الإعلام، لا محكمة العدل.

وهنا يجب أن نقف. فالبراءة لا تُثبت، بل تُفترض. والتهم لا تُبنى على العاطفة، بل على الدليل. وكثيرًا ما يكون الصمت هو الردّ الأقوى، حين يعرف العاقل أن الإشارة تكفي.

ما أكثر الزليخات في هذا الزمن، وما أندر يوسف حين يصمت ولا يدافع عن نفسه، تاركًا الحقيقة تفعل فعلها، ولو بعد حين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق