رسالة الاعلام في زرع ثقافة المواطنة …

هيئة التحرير11 يونيو 2025آخر تحديث :
رسالة الاعلام في زرع ثقافة المواطنة …

 

كاظم الزهيري

يمتلك الإعلام حيزا كبيرا وافقا واسعا في بناء المجتمع المتحضر على اساس مفهوم الاستقلالية والطرح المهني البعيد عن الافكار ذات المفهوم الضيق وهو يشكل منعطفا كبيرا في تبادل الافكار والآراء بطريقة توصل الى المتلقي المعلومة الصحيحة دون تزويق او تغيير ويتخذ الاعلام المهني مبدءا اساسيا بعدم الانحياز لجهة او فئة خاصة وانما يعتمد بطروحاته على خارطة المجتمع الكبرى من خلال رفده بالمعلومات والثقافات المتنورة والابتعاد عن نشر الافكار الضيقة التي قد تُدخل المجتمعات في انفاق مظلمة من الصعب الخروج منها.. الاعلام العراقي بعد التغيير خطا خطوات جيدة بالاتجاه الصحيح من خلال تبنيه لمفاهيم منفتحة بعد مخاض عسير عاشه نتيجة السياسات التي كان يسير بركبها ابان الانظمة الشمولية السابقة وهي بحد ذاتها ثقافة أُجبر عليها الاعلاميون والصحفيون مكرهين فكانت ترسم لهم سياسة متبناة من الفكر الشمولي تسخر لافكار وطروحات مدروسة يتم تغذيتها ونشرها بين ابناء المجتمع لتحقيق الاهداف والافكار المرسومة من قبل النظام.

وبعد سقوط النظام بدات خطوات جديدة للاعلام العراقي افرزتها المرحلة الراهنة من خلال التحول من نظام الحكم الفردي الشمولي الى النظام التعددي المبني على الانفتاح لتعدد الاحزاب والتيارات وتواجدها في الساحة السياسية كل له إيديولوجيته الخاصة وافكاره التي يسعى الى طرحها ليتبنى من خلالها الكسب الشعبي وهذه بحد ذاتها نقطة تحول في بناء المنظومة الاعلامية المستندة على تعدد الافكار والرؤى على الرغم من وجود بعض الشوائب في المفهوم العام لهذا التحول.

وبالتأكيد لابد ان تزول تلك الشوائب بالتوجه نحو الآفاق الواسعة للمنهج والسلوك المهني، فتعدد الفضائيات والاذاعات والصحف وشفافية الخطاب البعيد عن سياسة التهديم والتسقيط جميعها تصب في ثقافة جديدة هي ثقافة الانفتاح وتبني مفهوم المهنية في الطرح والابتعاد عن التخندق الضيق سواء للطائفة او العرق او القومية ولابد من الاشارةالى ان هذا الطرح ربما يفسره البعض اننا في العراق نعيش مفهوم (( المدينة الفاضلة )) واننا وصلنا الى مرحلة متقدمة من النضج الاعلامي والثقافي بحيث نتحدث عن مفهوم الشفافية والمهنية بدرجة عالية انني ادرك من خلال هذا الطرح التوجه الجديد لمرحلة بناء اساس حقيقي لمفهوم الاعلام المنفتح ولا اعني بذلك (( الاعلام المستقل)) بمعنى ومفهوم الاستقلالية كوننا وضعنا اقدامنا في بداية السلم ومازلنا بحاجة الى جرعات كبيرة ومتعددة لكي نهضم المفهوم الاساسي لاستقلالية الاعلام ونتخطى رواسب الماضي التي مازالت عالقة وهي حالة طبيعية لا يمكن بسهولة ان ينفض غبارها بين ليلة وضحاها ويبقى واجب الاعلام العراقي تبني ثقافة الوطنية وابراز مفهوم المواطنة الحقة وان الواجب الحقيقي هو التوجه نحو المواطن بغرس روح المحبة والتسامح وزرع فكرة حب الوطن من خلال الكتابات والبرامج التي تسهم في رفض كل منهج ضيق يرتكز على الطائفية المقيتة او القومية مع الاخذ بنظر الاعتبار احترام المواطن لطائفته وقوميته ولكن تبقى الخيمة الكبرى التي تجمع مختلف الاطياف والقوميات هي خيمة العراق، لذلك لابد ان يكون هناك مشروع وطني يتبناه الاعلام بكل اختصاصاته وهو مشروع (( ثقافة المواطنة الحقيقية )) ومن خلاله يتم بناء ثقافة واقعية تكون انطلاقة نحو بناء جيل يتميز بنظرة حقيقية لمجتمع متحضر منفتح يقر بقبول الآخر واحترام الرأي والنقد البناء الذي يحمل معه الحلول دون التشهير بالآخر وغرس ثقافة الحوار الهادئ السلمي وهذا جزء من بناء المواطنة الصالحة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق