بقلم: حسين الفاضل
في مشهد يشبه أفلام الكوميديا السوداء، لا يزال عدنان درجال متمسكًا بكراسي الخراب، يرفض الاعتراف بأن القطار فاته، وأن القاعة لم تعد تصفق له، بل تضحك عليه… بصوت عالٍ.
الوثائق تتساقط كأوراق الخريف، تكشف المستور وتعرّي عورة إدارةٍ تلاعبت بالمناصب والعقود والسفرات واللجان، ومع ذلك، لا يزال الرجل يصر على أنه “مشروع الدولة”! أي دولة؟ دولة العبث أم دولة التسويف؟ درجال بات يلوّح بعباءة رئيس الوزراء كلما شعر بالهزيمة، كمن يتستر بخيمة مثقوبة في عاصفة كشف الحساب.
الاجتماع الأخير كان قنبلة صوتية؛ انتفاض كوفند، وغضب يونس، وهمس البقية تحوّل إلى مواجهة علنية. ودرجال؟ فقد تماسكه، وراح يصرخ كما يصرخ الغريق حين يدرك أن لا أحد ينقذه هذه المرة.
اليوم استقال يحى بن زغير بهدوء، عبر النهر وهو لا يزال صغيرًا، هاربًا من مركب يغرق. وغدًا قد نرى سقوط قائد الجمع المؤمن، ذاك الذي قدّم لنا أسوأ نسخة من اتحاد الكرة، اتحاد “الترقيع”، و”اللجان الخفية”، و”الرعايات الفاشلة”.
درجال لم يعد يملك شيئًا سوى خطاب باهت ومكانة وهمية، يهرب للأمام بخطابات مكررة وتبريرات مملة. لكن الشارع الكروي بات يصرخ: “كفى!”.
ولمن لا يعرف، نقولها صريحة: درجال لم يكن يوما مشروع دولة، بل مشروع خراب دولة.