بقلم : سمير عبيد
أولا : القيادة تُمنح من الله للشخص وتتبين عنده صفات القيادة منذ الطفولة في البيت وبين اخوانه وفي المدرسة صعودا. وليس بالضرورة ان جميع أبناء الشيخ يصلحون أن يكونوا شيوخاً، وربما أصغرهم سنا تظهر فيه صفات القيادة والشيخة ويفرض نفسه شيخاً بعد موت أبيه على جميع اشقائه الأكبر منه سنا . وأبناء الملك ليس جميعهم يصلحون أن يكونوا ملوكا، ولا أبناء الأمير جميعهم يصلحون ان يكونوا أمراء ويقودوا… ونعطيكم مثال حي ( الأمير هاري البريطاني ابن سلالة ملكية عالمية عريقة ولكنه في آخر المطاف لم ينجح أن يكون حتى أمير فعلي وتاهت بوصلته على عكس شقيقه الأمير وليم الذي فيه صفات القيادة والكاريزما، ولهذا جلس وليا للعهد وينتظر أن يكون ملك بريطانيا ) . وبالمناسبة ان من يجلس بمكان القائد وليس لديه صفات القيادة والكاريزما ومن ثم الحظ والبخت يعيش النكسات والفشل و لن ينجح ، ولن يكسب الناس مهما فعل من بطش او ترهيب، ومهما أغدق على الشعراء والمداحين والرقاصين والإعلام فيبقى ضعيف ومعزول.
#ثانيا :-فكيف بالقيادة التي يفرضها المحتل والعدو على الشعب والدولة بالتأكيد هي (قيادة عميلة/ يعني مثل حكومة فيشي في فرنسا التي تزعمها الماريشال فيليب بيتان خلال الحرب العالمية الثانية) لأنها تأتمر بأمر المحتل ضد شعبها وبلدها، ويصبح عمل هؤلاء إلى المحتل والخارج ولمصالحهم الخاصة فقط. بحيث حللوا ويحللون نهب ثروات واصول الدولة . والعملاء دوما هم من (الفاشلين، والحاقدين، والوصوليين، والشاذين، والانتهازيين، وارباب السوابق ،والذين يشعرون بالنقص.. ومعهم الذين ليس لهم أصول” مستوطنين يوالون بلدانهم الأصلية “)وجميع هؤلاء بلا كاريزما وبلا حظ وبلا بخت وبلا ثقة بالنفس ومعزولين عن الشعب لانهم من الطبقات الدونية او المهمشة او التي تشعر بالنقص او التي لديها النرجسية والأنانية فتريد تعويض نقصها . فهؤلاء يعيشون على صنع الازمات والويلات و” المكسرات” والبحث عن صناعة الاعداء لإلهاء شعوبهم عن فشلهم وفسادهم !
#ثالثا : فشاهدنا على مباراة منتخب العراق ومنتخب الأردن “الذي ضمن الصعود إلى تصفيات كأس العالم ” والتي ارادها اصحاب المشاكل والفاشلين والمليشيات والطائفيين والتابعين للخارج في العراق أن تكون هذه المباراة تقطة انطلاق لصنع أزمة سياسية وطائفية مع الأردن من جانب ، ومن الجانب الاخر استغلالها في الدعاية الانتخابية للتجييش الطائفي والعزف على وتر وطني مقطوع منذ 22 سنة !
#رابعا : ولكن لم يعلم هؤلاء أن هناك قيادة رزينة ولها تاريخ في البراغماتية والذكاء والدهاء في الأردن من جلالة الملك نزولا لولي العهد نزولا للحكومة وفروعها في الأردن . الأردن بلا موارد ولكنه بلد مهم وأمين والسبب لان موارده الحكمة واليقظة والبراغماتية الحميدة .ناهيك ان الاستخبارات الأردنية وأسوة باستخبارات جميع دول المنطقة تعرف كل صغيرة وكبيرة داخل العراق، ولديها علم بتلك الأجندات التي أشرنا لها في ( ثالثاً) !
#خامسا : فسارع العاهل الأردني والقيادة الأردنية لتضع استراتيجية الابتسامة والاحتواء والتنازل . فهددت بمعاقبة اي شخص اردني او اي جهة إعلامية تتكلم بالسلب عن العراق وعن المباراة وعن الجمهور العراقي، وسهلت عملية وصوله. ومن ثم وصعت خطة اجتماعية وإعلامية وسياسية للإحتفاء بالمنتخب العراقي وبالجماهير العراقية . والاهم ان يعطى الفوز للمنتخب العراقي وتحت اي ظرف وحدث هذا مادام منتخب الأردن فائز ولا يهمه ان خسر بل يعطي أمل للعراق بالصعود للتصفيات العالمية وهو موقف تاريخي كبير ( ولا يجي واحد ويزايد علينا فهذه هي الحقيقة ) . والاهم حرص العاهل الأردني وبنفسه وأسرته وولي عهده واشقائه ان يحضروا المباراة ليرسل رسالة عظيمة اشبه ب (( اللطمه واللكمة)) على وجوه الطائفيين والتابعين للخارج في العراق وكارهي العروبة والذي كانوا يراهنون على الفتنة بين الشعبين العراقي والأردني . لا بل حرص الملك الأردني بنفسه أن يتحرك نحو عدنان درجال ليهنئه بقوة وهي رسالة للشعب العراقي وليس لدرجال المآسي!
#خامسا : وبالفعل كانت حكمة ملك بامتياز غيرت جميع العناوين واسقطت جميع الشعارات والأجندات النشاز . نسأل الله ان يحفظ الأردن وملكها وشعبها وان يمن على العراق بقيادة وطنية نزيهة وأمينة وحريصة على السلام، وعلى الوحدة ،وعلى الدفاع عن كرامة العراق والعراقيين دون تمييز !.
#ملاحظة :- انظرو للصور لتعرفوا الحقيقة التي وردت في المقال أعلاه !
سمير عبيد
11 حزيران 2025