ثوابت كربلاء في هندسة الصراع !!

هيئة التحرير7 يوليو 2025آخر تحديث :
ثوابت كربلاء في هندسة الصراع !!

د. أحمد الأعرجي

عاشوراء ليست مناسبة تاريخية تُستذكر فحسب ، بل هي منهج دائم في وعي الأمم ، وبوصلة ترشد من التبست عليه السبل. وحين يُطرح اليوم حديث عن هدنة مؤقتة بين إيران والكيان الصهيوني ، لا بد من استحضار كربلاء لا كذكرى بل كميزان نزن به المواقف .في الواقع العدوان بدأه الكيان الصهيوني وكان رد إيران نابعاً من حق مشروع في الدفاع عن النفس .وبعد أن توقف العدوان ، توقفت إيران ، فجاءت الهدنة كتوقف متبادل لا تنازل فيه عن الثوابت ، ولا تراجع عن خط المقاومة .هذا السياق مهم حتى لا يُفهم الموقف الإيراني خارج إطار العزة والسيادة .فالكيان الصهيوني ليس خصماً عادياً ، بل هو رأس مشروع استكباري قائم على القتل والغصب ، ولا يعرف سوى منطق الهيمنة .

أما إيران فهي اليوم في قلب محور المقاومة ، تحمل راية الحسين في زمن طغت فيه حسابات المصالح على ثوابت المبادئ .لم يكن خروج الحسين (عليه السلام) طلباً للسلطة ، بل ثورة ضد الانحراف ، ووقفة في وجه الظلم حين سكت الناس .

علّمنا أن التعايش مع الباطل خيانة ، وأن الصمت زمن الانحراف جريمة لا تُغتفر .من يسير في درب الحسين يعرف أن قلة العدد لا تعني الهزيمة ، وأن طريق الكرامة لا يُقاس بالكلفة بل بالنتيجة. والهدنة حين لا تمسّ جوهر الموقف ، قد تكون تكتيكاً ،لكنها لا تعني القبول بالظالم أو مصافحته .

لكل من يقف في هذا الخندق ، تذكّروا أن الحسين رفض شربة ماء من يد الظالم ، ورفض البيعة على حساب المبدأ .فكربلاء تقول لكل حر: لا تساوم ، لا تنكسر فإن طريق الحق قلّ سالكوه ، لكن الله معهم .

ثوابت كربلاء في هندسة الصراع !!
عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق