تجربتي مع الفلم الحسيني .. ( المآل

هيئة التحرير6 يوليو 2025آخر تحديث :
تجربتي مع الفلم الحسيني .. ( المآل

الاستاذ عبد االناصر عبد الامير

بعد تجربتين ناجحتين بحسب اهل السينما والذائقة في الفلمين الروائيين القصيرين ( موعد مع الحرية 10 دقائق ) و ( حر 10 دقائق ) ، قررت أن أجمع العشرين دقيقة بعمل واحد .. وذات يوم من شتاء عام 2014 ولدت فكرة من وحي واقعة الطف بحدثين .. الأول لابد ان يكون بعد انتهاء الواقعة والآخر يليها بزمن معين … أولى الخطوات وجدت نفسي أتصل بالصديق الأديب جمال جاسم أمين أطلب منه لقاءا على انفراد وحدث ذلك واستقبلني امين ضيفا في بيته ووجدت التدخين قد أخذ من صديقي مأخذا وكان قرارنا المشترك الاقلاع عن هذه العادة بشرط ان لايكون اليوم لأننا بصدد الشروع بمشروع جديد … وبعد هذه الجلسة المطولة تمكنا من وضع الخطوط العريضة على ان نتواصل اما باللقاءات المباشرة او عبر الانترنت …. واكتملت قصة سيدة الركب بعد ان خطتها أنامل جمال بمهارة .. طبعت النص على الورق وراجعته عشرات المرات فتوصلت الى قناعة ان حلقة مفقودة لاتتعلق بالقصة لابد من الوصول اليها .. ومع هذا وتلك بدأ العد التنازلي لموعد ملتقى الطف السادس .. غادرت النص مرغما بعد ولادة فكرة جديدة تداولتها مع الاخ حيدر حسن ، صارت فلما إسمه موعد مع الحرية كتبت له السيناريو والحوار ، وبقيت قصة امين على رف الذاكرة مع بقاء الحلقة المفقودة حتى بدا العد التنازلي للملتقى السابع الذي نفذنا فيه فلم حر للصديق الكاتب كاظم نعمة اللامي في اول تجربة سينمائية معه أعدها ناجحة بكل المقاييس .. ومع قرب الملتقى التاسع أرسلت بطلب الصديق اللامي للقاء على شواطىء دجلة علها تمنحنا فرصة العثور على الحلقة المفقودة بعد ليلة تناولنا عشاؤنا عند انتصافها وشهدت ارتفاعا ملحوظا في ضغط الدم لدى الأثنين .. وضعت اللامي في الصورة فاختار لها إطارا جميلا ، وعرفنا ان الحلقة المفقودة هي حوار لابد منه كتبه اللامي بمهارة فيما بعد .اذن سيدة الركب عنوان اولي للعمل .. وبعد تعديلات هنا واخرى هناك جلست مع كاظم وقررنا ان نغير اسم الفلم الى المآل تماشيا مع الاحداث وهو مقترح اللامي الذي وافقته عليه مباشرة .طبعت نص المآل على الورق وهيأت مستندا آخر لكتابة السيناريو وكان في ذهني منذ شروع اللامي بكتابة الحوار موقعين للتصوير الأول في جريت الغربي والثاني في صحراء الكميت وقع نظري عليه منذ يوم تصوير فلم حر العام الماضي .

الشخصية الاولى كنت قد اخترتها مع لحظة الشروع بكتابة الفكرة وهي شخصية الشمر بن ذي الجوشن ورشحت لها الفنان الكبير محمد عطية Mohammed Atya وابلغته بذلك فوافق على الفور لأنه مؤمن بقدراتي كما يقول .التقيت بعدها بالكبير جبار ابو اسعد للتباحث معه في دوره المركب الجديد .. ومازلت في البحث عن الشخصيات فاخترت زياد طارق لدور توقعت له أن ينجح فيه بامتياز .. اخترت ايضا الصديق علي دواي ابو اكرم الذي ظهر بشكل مغاير عن السابق .. واكتمل العدد بذلك للبدء بالتمارين على مشهد الشمر والمجنون .. هنا كانت لي وقفة مع النفس ومراجعة لما ذاكرته من مصادر نفيسة أعددت فيها نفسي بنفسي لولوج عالم السينما .. ومن تلك المصادر استقينا نظرية تقول ان الفلم هو الصورة … لاتحكي للناس القصة أرهم صورا .. هذه هي القاعدة الأساسية في كتابة السيناريو .. ( هنا عملت على تجسيد تلك النظرية بمشهد انتصار الدم على السيف بزمن اقل من 30 ثانية ، واخترت عشرين رجلا بعشرين سيف يشكلون قبة يرتفع من خلالهم سيفا واحدا تنسحب كل السيوف منه في ظل وجود رايتين بيضاء وحمراء تسقط الحمراء في النهاية ويبقى السيف يعانق السماء ) .. كما نفذنا مشهد انهيار الشمر ومشهد استدلال المجنون على مخبأ الشمر ومشاهد قصيرة أخر جاءت مطابقة لما قاله أهل الفن السابع ان السينما وسيلة تعبير بالصور واللوحات .. وقد جاء المآل مليئا بذلك . ومن ضمن دراساتي الخاصة التي اعتمدت بها مصادر متعددة تقول تستطيع الموسيقى ان تثري الفلم ومن هنا بحثت كثيرا عن مؤثرات تتابعية مع الاحداث ونجحنا في ذلك أيما نجاح بعد إشادات وردتنا خصيصا عن موسيقى الفلم .. تصميم ازياء الفلم مهمة كلفت بها الصديق التشكيلي المبدع كريم محمد كما سيقوم فيما بعد بمهمة الماكير في مشهد الشمر والمجنون .بدات التمارين بعد ان استعنت بالصديق الدكتور محمد الواضح للاشراف لغويا على النص في غرفة المسرح بالنشاط المدرسي وسط حضور والتزام شديد من جميع الاساتذة الممثلين … اليوم الاول كان قراءة النص فقط وبعد ذلك خرجنا لشراء الازياء ورافقني في اليوم الاول الصديق جبار مشجل وبعده الاخ زياد طارق ..وذات صباح انطلقنا انا وكاظم اللامي وحيدر حسن لكشف موقع مشهد الشمر والمجنون وحددنا بعض الملاحظات كما اضطررنا الى بناء بيت من السعف للشمر بعد ان تعذر علينا العثور على بيت في مكان بلا اعمدة كهرباء .. أشرف على هذه المهمة الاخ صباح الكعبي وفريقه .انتهت التمارين وحددنا موعد التصوير بعد ان اتصلت بفريق التصوير المؤلف من سامر العقابي الاعلامي حسن عيسى محمد الشنك وذات يوم بكرنا في الانطلاق نحو جريت الغربي لنجد الاخ صباح الكعبي مدير الموقع في انتظارنا .. بدأ التصوير وكان معنا الاخ بلال الحلاق للمتابعة الميدانية وحيدر حسن ومجموعة طيبة من شباب جريت اضافة الى مجموعة الاطفال الذين اضافوا رونقا للمشهد .. انتهى المشهد الأول ، وبدانا بعملية المونتاج برفقة سامر العقابي ومنذ اللحظة الاولى بانت تباشير النجاح بعد اكتشفنا صورة نقية واداءا ملفتا .في الأسبوع الاخر انطلقنا انا وكاظم نحو ناحية كميت لنجد الاخ والصديق التشكيلي رياض كاظم مصمم مشاهد الفلم في انتظارنا ولياتي بعد قليل مدير موقع الصحراء الاخ ابو حسن علي رسن العقابي وننطلق لكشف موقع مشهد انتهاء الواقعة وحددنا ذلك وعدنا على امل التصوير في الاسبوع القادم .. في هذه الاثناء بحثت عن شاب وسيم له حضور يؤدي دورا صامتا لكنه يحب ان يوصل لنا الفكرة بمعنى انه يمثل ماسيقوله المعلق وماسيدربه عليه المخرح .. الشاب رشحه الصديق كاظم اللامي ونجح جدا في ذلك ورايت يوسف الجبار ذلك المهذب الجميل واعجبت به كثيرا .تواصلت مع سامر في مونتاج المشهد الاول على امل الانتهاء منه مع نهاية الاسبوع وحدث ذلك وذهبنا الى كميت باكرا ورافقنا ثلة من الاصدقاء منهم ثلاثي التصوير سامر وحسن ومحمد وبلال وكاظم ومهند ولمياء بالاضافة الى يوسف مع مجموعة من رجالات كميت جسدوا ادوار الواقعة ، ولعل باقر ذلك الطفل الذي لم يبلغ العام قد جسد كل معاني الولاء للطف الخالد .عدنا الى ميسان بعد يوم شاق وظهيرة قائضة بصحراء لم تطأها قدم منذ زمن .بدأنا بالمونتاج وحين وصلنا الى مرحلة التعليق .. اتجهت صوب اذاعة الامل فوجدت الأحبة ابو محمد موسى المحمداوي و مؤيد العلي وعبدالله الناجي وهاني البيضاني وروان الزين بالاضافة الى حنين علاء شيرازي التي بذلت مجهودا كبيرا معنا ومسكها كان الصديق ألاذاعي عبدالسلام نعيم والذين وفقوا في تسجيل اصوات الشخصيات المناطة بهم .بدا العد التنازلي ل ملتقى الطف السينمائي الثامن ومن هناك كان الصديق عبدالله كيطان مسؤول العلاقات العامة في حالة تواصل دائم معي عن اخر الاخبار ،، ومازلنا في مراحل المونتاج حتى وفقنا ذات ليلة في وضع أخر لمسة وهي تايتل النهاية .. تلك النهاية التي منحنتنا المبرر للاعلان عن موعد العرض في قصر المؤتمرات .. ومع انتهاء العرض سنكون قد قطفنا ثمرة جديدة من الشجرة الوارفة لمشروع الثقافة الصورية التي تتعلق بنهضة ابي عبدالله الحسين عليه السلام والذي أخذناه على عاتقنا قبل ثمان سنوات ومع كل سنة يزداد نجاحا وحضورا نخبويا يملأ المقاعد .. شكري وتقديري لكل من ساندني في مهمة لم تكن سهلة على الاطلاق ..

تجربتي مع الفلم الحسيني .. ( المآل
عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق