تشهد محافظات البصرة والديوانية والناصرية (ذي قار) قلقاً متصاعداً إزاء تسجيل حالات إصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وسط مطالبات بفتح تحقيقات رسمية وتكثيف حملات الفحص والتوعية.
البصرة .. سجالات حول الدم الملوث
أثارت قضية إصابة طفل بفيروس الإيدز نتيجة نقل دم، جدلاً واسعاً في البصرة، حيث تقدم ذوو المصاب بشكوى رسمية، فيما أكدت دائرة الصحة أن جميع قناني الدم تخضع لفحوصات دقيقة، داعية إلى عدم تضخيم القضية قبل صدور نتائج التحقيق. الحادثة دفعت مجلس المحافظة وعدداً من النواب إلى المطالبة بمحاسبة المقصرين إن ثبتت صحة الاتهامات.
ذي قار .. أرقام مثيرة للجدل
في الناصرية، تحدثت مصادر محلية عن تسجيل مئات الإصابات خلال السنوات الأخيرة، بعضها مرتبط بعلاقات غير آمنة أو بالسفر إلى دول مجاورة. وبينما لم تُصدر وزارة الصحة بيانات رسمية دقيقة، فإن هذه الأنباء أثارت مخاوف شعبية من انتشار أوسع في حال غياب إجراءات وقائية مشددة.
الديوانية .. مرضى الدم في دائرة الخطر
أما في الديوانية، فقد طُرحت قضايا لمرضى الثلاسيميا والهيموفيليا الذين يعتمدون على نقل الدم بشكل متكرر، مع إشارات إلى احتمال تعرض بعضهم لعدوى عبر دم ملوث. ناشطون دعوا إلى تعزيز الرقابة على بنوك الدم وتطبيق معايير فحص صارمة، لضمان سلامة المرضى والفئات الحساسة.
الحاجة إلى الشفافية والإجراءات العاجلة
ويرى مختصون أن تباين الأرقام بين ما يرد في وسائل الإعلام وبيانات دوائر الصحة المحلية يزيد من الغموض، مشددين على أن مكافحة المرض تتطلب:
تعزيز فحوصات الدم في جميع المراكز.
إطلاق حملات توعية لكسر وصمة العار وتشجيع الفحوص الطوعية.
توفير العلاج والدعم للمصابين بما يحدّ من انتقال العدوى.
- ويؤكد مراقبون أن مواجهة الإيدز في العراق لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل تشمل جوانب اجتماعية وتوعوية، وأن الشفافية في الإعلان عن الأرقام والإجراءات كفيلة ببناء ثقة المجتمع وتعزيز الوقاية.