المشترك لا يرد.. حاول الاتصال في وقت لاحق
بقلم: صفاء الفريجي
من المؤمل أن تنطلق الدعاية الانتخابية للمرشحين خلال الأيام المقبلة، ويبدو أن شعار جميع الكيانات السياسية في جمع الأصوات سيكون موحدًا، وكأنه مستوحى من أغنية الفنان العراقي كريم منصور: بس تعالوا لو اجيتوا، جفوفنه انحنيّه وقلوبنه الما تنسه همكم هلبت أنسيّه.
فما إن يبدأ أي مرشح بندوة انتخابية، حتى تُستحضر في أذهان الناس بقية كلمات الأغنية التي تقول: هلبت بختنه يجيبكم ونشم روايح طيبكم، ما أصدك حتى لو جيتوا وكعتوا، عيون أحس بيهن غشّة وماكولن إنتوا.
هنا يأتي دور الناخب الذي فقد ثقته بالسياسيين، فيرد بنفس السياق على لسان كريم منصور: لأن صرتوا مستحيل لا تجونه لا نهار ولا بليل، صرتوا بس ذِكرة عزيزة وما تغيب، صرتوا بس جروح بيه وما تطيب.
هكذا يبقى أنين الناخب بعد كل دورة انتخابية، بينما يفوز المرشح ويصعد إلى المنصب مثل بعض “أربيعتنا” في البصرة من المقرّبين، حيث يصبح شعارهم الدائم: الجهاز مغلق أو خارج منطقة التغطية.
وحتى إن كان الهاتف مفتوحًا ويرن، يرد المجيب الآلي ببرود: المشترك لا يرد، حاول الاتصال في وقت لاحق.
فيا أيها السادة، حطّوا رجليكم بالكاع، ريّضوا بعد عمكم، مثل ما كان يقول جدي أبو عباس الله يرحمه.
