الغرور أفة الإعلام..
مقدمة برامج كانت حلوه ومرتبة،،،ولكن؟؟
سقوط مقدمة البرامج بين الغرور والوهم… وسبل العلاج.
بقلم د.عزيز جبرالساعدي.
من تسقط مرة بالغرور، قد لا تنهض ثانية بنفس الحضور.
فالمهنية، لا التصفيق، هي ما يصنع البقاء.
أما من حولها من المصفقين، فهم أول من ينسحب عند أول سقوط.
في عالم الإعلام، خاصة في البرامج الجماهيرية، تقف المذيعة أو مقدمة البرامج أمام ملايين العيون، محاطة بالأضواء والتصفيق، وسرعان ما تتحول الشهرة إلى وقود لغرور يتصاعد بسرعة، إن لم تمتلك الوعي والرصانة الذاتية.
حين تصدّق الواهمة أنها النجم الوحيد في الفضاء، وتتوهم أن التصفيق هو تأكيد على الكمال، تبدأ رحلتها نحو السقوط. وما أن تبدأ بالتعامل بفوقية أو تتجاوز حدود دورها المهني، حتى تظهر علامات “التورم الذاتي” على أدائها، فتصبح لغة الجسد استعلائية، ونبرتها آمرة، وأفكارها سطحية، تتكئ على إعجاب زائف من حولها.
الأخطر من ذلك أنها قد تنسى أنها واجهة فقط، وليست المحتوى، وتبدأ بالتصرف وكأنها المقياس، متناسية أن الجمهور أذكى مما تظن، وأن البريق الزائف لا يطول.
ما الأسباب التي تؤدي إلى هذا الانهيار؟
1. غياب التأسيس الثقافي العميق.
2. بيئة مهنية محيطة تكرّس التطبيل بدلاً من النقد البنّاء.
3. عدم تلقي تدريبات إعلامية على إدارة الذات في ظل الشهرة.
4. الإفراط في الثقة دون تطوير مستمر.
المقترحات للعلاج:
– مراجعة النفس بمرآة النقد الذاتي، والعودة إلى الجذور المهنية.
– الخضوع لدورات في الذكاء العاطفي والتواصل الإعلامي.
– تشجيع المؤسسات الإعلامية على تقديم تغذية راجعة حقيقية.
– فتح المجال أمام التعدد، لكسر وهم “النجمة الواحدة”.
– عدم خلط الأداء الإعلامي بالمشهد الاستعراضي.