بقلم : ثامر الشمري
رغم أن العراق لم يكن طرفًا في العملية، إلا أن بيانات طيران دولية أكدت عبور الطائرات الإسرائيلية مجاله الجوي، وهو ما فُسّر كـ”خرق مباشر للسيادة الوطنية” من دون علم أو موافقة الحكومة العراقية.
السلطات العراقية سارعت إلى اتخاذ سلسلة إجراءات طارئة:
• إغلاق المجال الجوي بالكامل مؤقتًا.
• تعليق حركة الطيران المدني والعسكري.
• تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد “الاعتداء على سيادة العراق عبر استخدام أجوائه في هجوم ضد دولة ذات سيادة”.
كما أكدت الحكومة أن العراق لم يكن على علم مسبق بالضربة، وأن استخدام أجوائه تم دون أي تنسيق مع بغداد، مما يضعه قانونيًا في خانة الضحية وليس الطرف في النزاع.
⸻
ردود الفعل العراقية: تحذير من التورط ودعوة للحياد
من أبرز ردود الفعل المحلية كانت تغريدة السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الذي كتب عبر منصة “إكس”:
“الكيان الصهيوني تجاوز كل الحدود، وانتهاكه للأجواء العراقية يُعد خرقًا للسيادة ومحاولة لجرّ العراق إلى مستنقع صراعات لا تهمه. ندعو الحكومة إلى موقف وطني حاسم، كما نوصي القوى السياسية بضبط النفس.”
كما دعت أطراف سياسية مختلفة إلى تحصين القرار الوطني وعدم السماح باستغلال العراق كمساحة مفتوحة لصراعات دولية، مع تأكيد أهمية الاحتكام للمؤسسات الدولية والقانون الدولي في حماية السيادة الوطنية.
⸻
تداعيات إقليمية: قلق دولي ومخاوف من التصعيد
ردود الفعل الدولية تراوحت بين القلق والدعوة إلى ضبط النفس. حيث:
• الولايات المتحدة عبّرت عن “القلق من التصعيد”، دون أن تؤكد علمها المسبق بالعملية.
• روسيا وتركيا أدانتا الضربة، محذرتين من انزلاق خطير قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة.
• أعلنت وكالة سلامة الطيران الأوروبية تحويل مسارات الطائرات لتجنب الأجواء فوق العراق وإيران.
في طهران، عُقدت اجتماعات طارئة لمجلس الأمن القومي الإيراني، وسط تصريحات بأن “الرد قادم في الزمان والمكان المناسبين”، مما يُبقي المشهد مفتوحًا على سيناريوهات تصعيدية غير محسوبة.
⸻
تحذيرات داخلية وتوصيات شعبية في العراق
في الداخل العراقي، وحرصًا على الاستعداد لأي تطورات مفاجئة، أوصت وزارة التجارة المواطنين بالاحتفاظ بكميات كافية من المواد الغذائية الجافة وغير الجافة، تحسّبًا لأي طارئ قد يؤثر على الإمدادات أو السوق.
في المقابل، شدد مراقبون على ضرورة امتناع الأطراف السياسية عن استغلال الحدث في سجالات داخلية أو انفعالات إعلامية، مؤكدين أن الحفاظ على استقرار العراق يجب أن يتقدّم على كل الحسابات الأخرى.
⸻
العراق بين سندان الجغرافيا ومطرقة التوازنات
من منظور استراتيجي، يُسلّط الحدث الضوء على تعقيدات الجغرافيا السياسية للعراق، دولة غير منخرطة مباشرة في النزاع، لكنها عرضة دائمة لتأثيراته الجانبية.
الضربة الإسرائيلية تمثل نموذجًا واضحًا لما يُعرف بـ**“العمليات عبر الحدود ذات الأثر الإقليمي”**، والتي غالبًا ما تتم دون مراعاة لحدود السيادة الوطنية لدول مثل العراق، الذي يقع بين قوى إقليمية كبرى.
المعادلة الأمنية العراقية باتت تتطلب ما يلي:
• تعزيز قدرات الدفاع الجوي والسيطرة على الأجواء.
• تفعيل قنوات الاعتراض الدبلوماسي الدولي، لا سيما في مجلس الأمن.
• تحييد الداخل العراقي عن التجاذبات الإقليمية عبر خطاب موحّد ومواقف سيادية مسؤولة.
وفي هذه المرحلة، يُوصى بأن تعتمد الحكومة خطابًا مزدوجًا: احتجاج صارم على انتهاك السيادة من جهة، ودعوة للتهدئة الإقليمية من جهة أخرى، منعًا لانفجار المواجهة في غير مكانها.
⸻
الموقف لا يزال متحركًا، والتحليلات الأولية تُظهر هشاشة الوضع الإقليمي، مع احتمالية ارتداد أي تصعيد جديد على دول الجوار، خصوصًا العراق، الذي يدفع ضريبة الجغرافيا أكثر مما يمارس تأثيرًا في مخرجات الأحداث