وكالة التاسعة الاخبارية/ سلام سالم
في مقابلة تلفزيونية وصف الصحفي علي عبد الزهرة فاجعة الحريق التي شهدتها مدينة الكوت بأنها “ليلة مؤلمة على كل العراقيين” مؤكدًا أن الحادثة تعكس حجم الإهمال وغياب إجراءات السلامة في الأبنية التجارية إلى جانب الفساد المتغلغل في مؤسسات الدولة.وقال عبد الزهرة إن السبب الرئيسي للحريق يعود إلى انفجار أحد أجهزة التكييف داخل المجمع التجاري مما تسبب في اندلاع النيران التي استمرت لأكثر من ست ساعات وسط غياب مخارج الطوارئ وعدم توفر أي وسيلة لإنقاذ العائلات التي كانت محاصرة داخل المبنى.
وأضاف أن معظم المجمعات والمشاريع التجارية تفتقر إلى أدنى معايير السلامة بسبب الصفقات المشبوهة بين أصحاب المشاريع وبعض الجهات الحكومية موضحًا أن المسؤولية تقع على عاتق جهات عدة، منها هيئة الاستثمار إذا كان المبنى تابعًا لها أو البلديات المحلية إذا كان المبنى مملوكًا لأفراد.
وأشار عبد الزهرة إلى أن المبنى كان خالياً من أنظمة الإنذار والإطفاء ولم تُسجّل أي استجابة سريعة من قبل فرق الدفاع المدني رغم أن الحريق بدأ بشكل محدود وكان من الممكن السيطرة عليه لو توفرت أدوات الإطفاء الأساسية داخل المجمع.
وأكد عبد الزهرة أن الحادث أسفر عن وفاة أكثر من 70 مواطنًا عراقيًا بينهم اثنان من العمال الباكستانيين إضافة إلى إصابة أكثر من 50 شخصًا في حين لا تزال 15 إلى 18 جثة متفحمة لم يتم التعرف عليها.وأوضح أن الكارثة ليست الأولى من نوعها في العراق مستذكرًا حرائق سابقة مثل حادثة مستشفى ابن الخطيب عام 2021 في بغداد وحريق قاعة الحمدانية في الموصل مشددًا على أن السلطات تكتفي بإصدار بيانات إدانة وتشكيل لجان تحقيق دون اتخاذ خطوات عملية تمنع تكرار هذه المآسي.
وأشار عبد الزهرة إلى قرار مجلس الوزراء بتخصيص 10 ملايين دينار كتعويض لكل عائلة من ذوي الضحايا معتبرًا أن هذا المبلغ لا يعوّض حجم الفاجعة خاصة مع وجود عائلات تفحمت بالكامل داخل المبنى مثل عائلة مكونة من تسعة أفراد.
