السيد السيستاني… صوت الحكمة وضمير الأمة… والمرجع الذي صان الوطن بصمت

هيئة التحرير23 يوليو 2025آخر تحديث :
السيد السيستاني… صوت الحكمة وضمير الأمة… والمرجع الذي صان الوطن بصمت

بقلم: سلام سالم


في زمن تعالت فيه أصوات المصالح وتاهت فيه البوصلة ظلّ السيد علي الحسيني السيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العراق والعالم صامدًا كصوتٍ للحكمة وعنوانٍ للثبات ومرجعٍ تتكئ عليه الأمة حين تضيع الطريق.

السيستاني لم يكن مجرد مرجع ديني بل كان وما زال ركيزة للاستقرار الوطني وميزانًا أخلاقيًا في مشهد سياسي مضطرب ورغم أنه نأى بنفسه عن الدخول في تفاصيل السلطة إلا أن كلمته كانت دائمًا هي الأكثر تأثيرًا حين يتعلق الأمر بمصير الشعب.

 

المرجعية التي أنقذت العراق

منذ سقوط النظام عام 2003 لعب السيد السيستاني دورًا محوريًا في توجيه البلاد نحو السلم الأهلي وحثّ العراقيين على التمسك بالوحدة ونبذ الطائفية والمشاركة في بناء نظام الوطن .

 

لم يُغفل همّ الفقراء ولا صمت عن المفسدين بل كان صوته حاضرًا في كل أزمة داعيًا إلى تغليب مصلحة الوطن على مصالح الأحزاب والكتل.

 

الفتوى التي غيّرت المعادلة

 

لن ينسى العراقيون موقف السيد السيستاني في عام 2014 عندما أصدر فتوى “الجهاد الكفائي” عقب اجتياح داعش لمساحات شاسعة من العراق.

تلك الكلمة وحدها حرّكت الآلاف من الشباب وشكّلت نواة الحشد الشعبي الذي وقف سدًّا منيعًا بوجه الإرهاب وأعاد الثقة بشعب قادر على الدفاع عن أرضه وعقيدته.

 

السيستاني… المرجع الصامت بصوتٍ مدوٍّ

 

رغم ندرة ظهوره الإعلامي إلا أن بياناته وخطبه التي تُقرأ على لسان وكلائه كانت كافية لتحديد المواقف وتهدئة الشارع وتحريك الضمائر.

 

هو لا يسعى للسلطة ولا يطلب مكانة لكنه أثبت أن القيادة الحقيقية لا تحتاج ضوء الكاميرات بل صدق الكلمة وعمق التأثير.

 

دروس في الإنسانية

 

لم تقتصر مواقفه على السياسة أو الدين بل امتدت لتشمل مبادرات إنسانية خالصة.

دعمه للأيتام من خلال مؤسسات العتبتين من مستشفيات ومراكز وموسسات خيرية ووصاياه بالمرضى وتأكيده على احترام الإنسان مهما كان دينه أو مذهبه جعلت منه شخصية تحظى باحترام حتى من خارج الطائفة بل ومن خارج حدود العراق.

 

الخاتمة

 

في بلد كثرت فيه الأصوات وتعددت المصالح بقي السيد السيستاني ضميرًا حيًّا للأمة، ومرجعًا للعقل وحصنًا للسلام.

وستذكره الأجيال لا فقط كمرجع ديني بل كرجل أنقذ وطنًا وامة إسلامية بكلمة ووجّه شعبًا بحكمة وصان كرامة الإنسان بصمتٍ هادئ… لكنه نقيّ ونافذ.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق