بقلم صفاء الفريجي
توالت على العراق حكومات كثيرة
تُدار بسياسات أغلب زعماء الكتل
وفق المثل الشعبي المعروف
ضرطة في سوق الصفافير
وهو مثل يُطلق على الضجيج الذي لا يُثمر
وعلى الفوضى التي لا تُنتج
مجرد صخب لا يُحرّك ساكنا
وبعد سنين من المعاناة
ما زال الشعب العراقي يدفع الثمن
حتى القلة الطيبة ممن تصدوا لخدمة الناس
لا زالوا يضيعون في ضجيجكم
ذلك السوق الذي فتحتم فيه دكاكين
تتاجر على أنين الثكالى
وتشرب من دموع المظلومين
وفي البصرة
ما زال بعض العبيد المتسكعين
يرمون الحجارة على بعضهم
على حساب مدينتهم
بدلا من أن يمدوا أيديهم لبعض
ليبنوا سياسة بصرية مستقلة
يبكون على أسيادهم في العاصمة
كأنما بغداد هي المُخلّصة
أقولها بالعامية
سليمة تطمكم
ونخلص من أصواتكم اللي أنكر من صفافير السوق
أنا ما زلت أؤمن
بأن السياسة البصرية ستولد من رحم المعاناة
صوت بصري خالص
لا يتبع زعيما
ولا يركض خلف حفنة من الدولارات
الفرق كبير
بين من يبني دولة
وبين من يلعب جولة
ولأن البصرة لا تخلو من الأزمات
قد تقع
لكن حلها يحتاج صبرا
ويحتاج قلوبا تتكاتف
أملي بالخَيّرين والواعين
أن يصنعوا القرار
ويجلبوا البخور
ليطردوا رائحة سوق الصفافير
